قصة معتقلات بشعة تخطط أوروبا لاستخدامها للتخلص من اللاجئين

قصة معتقلات بشعة تخطط أوروبا لاستخدامها للتخلص من اللاجئين

وصف إعلان بريطانيا عن خطة ترحيل اللاجئين من أراضيها إلى رواندا، في وقت بدأت فيه وغيرها من الدول الغربية فتح ذراعيها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين بأنه "موقف عرى فيه الغرب نفسه".

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن هذا القرار وغيره من القرارات المجحفة بحق اللاجئين يمثل تمادياً في عملية تراجع واسع النطاق من قبل الحكومات الغربية عن الوعود الدولية التي ألزمت بها نفسها تجاه اللاجئين، وهي الوعود التي وضعت في العديد من الاتفاقيات الدولية التي صاغتها دول غربية.

وجاء في تقرير للصحيفة، أنه على مدى أكثر من 70 عاماً، كرس العالم وعداً، في القوانين المحلية والاتفاقيات العالمية، قُطع وطُرح على أنه ذو أهمية كبيرة، مفاده أن أي شخص لا يستطيع العيش بأمان في بلده الأم، يمكنه أن يطلب اللجوء في بلد آخر.

وأضاف التقرير، أنه إذا استطاع هؤلاء الأشخاص الراغبون في اللجوء إثبات أنهم يواجهون خطراً من نوع ما، وإذا استوفوا الشروط التي يطلبها البلد المضيف، فإن هذا البلد ملتزم باستضافتهم.

وجاء في التقرير، أن القوى الغربية نفسها التي دافعت عن هذه الاتفاقية، هي التي كانت تُجرِّفها بانتظامٍ خلال السنوات الأخيرة، فتنتقص من التزامها، وبالتالي من التزام العالم، تجاه المسؤولية التي وصفوها من قبل بأنها ضرورية من أجل الاستقرار العالمي.

وقال خبراء، إن الاعتداء على اتفاقيات اللاجئين وصل إلى مستوى جديد من التطرف في الأسبوع الماضي، عندما أعلنت الحكومة البريطانية عن خطة جديدة للتعامل مع آلاف المواطنين الأجانب في البلاد الذين تقدموا للحصول على حق اللجوء.

وأضافوا، أن بريطانيا بدلاً من الاستماع إلى طلباتهم، سوف ترسلهم إلى رواندا، وهي دولة بعيدة شبه ديكتاتورية لم تطأ أقدام غالبيتهم أرضها من قبل.

وانتقدت أحزاب المعارضة البريطانية، وبعض الأعضاء في حزب المحافظين الحاكم، الخطة، بينما وصفتها أكثر من 160 منظمة خيرية وجماعة من جماعات الناشطين في هذا المجال بأنها "وحشية على نحو مخزٍ".

وأدانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين المشروع ووصفته بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

ولم تكن بريطانيا أول من يمارس تقييد اللاجئين وطالبي اللجوء داخل منشآت بعيدة عنها؛ فالحكومات الأوروبية تدفع الأموال إلى طغاةٍ وأمراء حربٍ أجانبٍ في بلادٍ أخرى، من أجل احتجاز المهاجرين نيابة عنها لسنوات. 

وتَعْهَد أستراليا بهذا العمل إلى سلسلة من الدول الجزرية، التي توصف أحياناً بـ"أرخبيل غولاج"، في إشارة إلى اسم معتقلات الاتحاد السوفيتي في سيبيريا المشهورة بوحشيتها. 

وكانت الولايات المتحدة رائدةً في هذه الممارسة على نحو فعال، عندما وجهت أشرعة القوارب الممتلئة بالهايتيين إلى خليج غوانتانامو في كوبا.

ليست النتيجةُ موتَ نظام اللجوء العالمي تماماً، إذ إن الحكومات الأوروبية تستقبل ملايين اللاجئين المشردين بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، في الوقت الذي تخطط لإبعاد اللاجئين من إفريقيا وبلدان آسيوية مثل سوريا وأفغانستان وميانمار.

تسلط سياسة بريطانيا بالأحرى الضوء على أن نظام اللجوء هذا، الذي حصل على الدعم بوصفه واجباً عالمياً وملزماً بموجب القانون، صار يُعامَل فعلياً على أنه اختياري.

وفي هذا الإطار قالت الباحثة في سياسات الهجرة لدى جامعة بنسلفانيا، ستيفاني شوارتز: "من الوقاحة أن تأتي، وفي غضون شهر، وتقدم السكن إلى الأوكرانيين، ثم تعلن أنك سوف ترسل جميع المهاجرين الآخرين بعيداً على بعد 4 آلاف ميل".

وأضافت: "إن وقاحة ازدواجية المعايير تبدو إعلاناً ضمنياً بأن الحكومات تستقبل اللاجئين فقط عندما تريد، ولا تفعل عندما لا تريد".

ولكن اللافت هذه المرة أنه حتى مع إعلان بريطانيا ترحيل طالبي اللجوء الموجودين بالفعل في البلاد، فإنها قدمت اعتذاراً لعدم استضافة مزيد من الأوكرانيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية