أمهات وأطفال في مواجهة كابوس الحرب.. ضحايا العنف الجنسي في تيغراي يحلمون بالعدالة
أمهات وأطفال في مواجهة كابوس الحرب.. ضحايا العنف الجنسي في تيغراي يحلمون بالعدالة
كانت راوا، إحدى النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب خلال الحرب في تيغراي عام 2020، تجلس على كرسي ووجهها مغطى بحجاب أبيض، تروي بحزن قصتها وتقول: "اغتصبني سبعة رجال"، مشيرة إلى أنها كانت ضحية لجرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الإريتريون في المنطقة.
بعد إنجابها توأمين بقليل، اضطرت راوا (40 عامًا) للبقاء في منزلها في منطقة ويلكيت وفقا لتقرير نشرته "فرانس برس" الثلاثاء، حيث تعرضت للاعتداء وفقدت طفلها بين ذراعيها خلال الحادثة.
تعاني راوا اليوم من فيروس نقص المناعة وتعيش في الشوارع مع أطفالها، غير قادرة على تحمل تكاليف العلاج أو حتى إيجار سكن آمن، وتؤكد أن العنف الجنسي الذي تعرضت له كان جزءًا من عمليات اغتصاب "ممنهجة" استخدمت كسلاح حرب خلال النزاع، وفق دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة "بي إم سي ويمنز هِلث".
تداعيات الحرب
اندلعت الحرب في تيغراي بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيغراي في نوفمبر 2020، وأدت إلى مقتل ما يقدر بـ600 ألف شخص وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين، بينهم من وقعوا ضحية لاعتداءات جنسية قاسية، وتشير التقديرات إلى وقوع 120 ألف حالة اغتصاب خلال الصراع، حيث ألقى الضحايا المسؤولية في معظم الحالات على الجنود الإثيوبيين والإريتريين.
مثل راوا، تروي تسيغا (29 عامًا) قصتها، قائلةً إنها كانت تعتبر قصص الاعتداءات مجرد شائعات، لكنها تعرضت هي نفسها للاغتصاب على يد جنديين إريتريين أثناء محاولتها شراء الدقيق لأطفالها، وتشير الشهادات إلى أن عددًا كبيرًا من الضحايا كانوا من النساء والفتيات، وبعضهم من القاصرات.
ضغوط هائلة
لا تزال فرق أطباء بلا حدود تستقبل شهريًا عشرات الحالات التي تحتاج إلى دعم نفسي وطبي، حيث قالت الدكتورة نمرت كور، منسقة مشاريع المنظمة، إن الاحتياجات المحلية تفوق القدرة على الاستجابة الكافية، وتواجه المنطقة أزمة صحية وإنسانية مع تزايد عدد الناجين من العنف الجنسي.
أمل في العدالة والعودة
حتى بعد انتهاء الحرب، لا يزال الناجون مثل ماماي (21 عامًا) يأملون في العدالة، حيث فقدوا منازلهم وحياتهم السابقة، لكنهم يحتفظون بأمل العودة إلى ديارهم، ويقول ماماي الذي تعرض للاعتداء الجنسي وأصيب بفيروس الإيدز خلال تلك الفترة: "لا يزال لدي إيمان بالعدالة... سأعود إلى حميرا يومًا ما".