دراسة: البراكين تواصل انبعاثات الكربون لملايين السنين بعد توقفها
دراسة: البراكين تواصل انبعاثات الكربون لملايين السنين بعد توقفها
كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة "نيتشر جيوساينس" العلمية البريطانية، أن المناطق البركانية الهائلة تواصل إطلاق كميات من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حتى بعد انتهاء النشاط البركاني السطحي، ما يفسر استمرار بعض موجات الاحترار المناخي لفترات أطول مما كان متوقعًا.
المناطق البركانية وتغير المناخ
أوضح الدكتور بنجامين بلاك، عالم البراكين بجامعة روتجرز-نيو برونسويك وقائد الدراسة، الأربعاء، أن النتائج تبرز مصدرًا خفيًا لثاني أكسيد الكربون قد يفسر موجات احترار طويلة الأمد.
وبيّن بلاك أن الاكتشاف يعزز الفهم بشأن كيفية تعطل المناخ على الأرض وتعافيه، مشيرًا إلى أن المناطق البركانية الواسعة، التي تشكّلت خلال فترات قصيرة بانفجارات ضخمة للصهارة، تسببت في أربع من خمس موجات الانقراض الجماعي الكبرى على الكوكب.
التأثير الممتد للنشاط البركاني
أظهرت الدراسة أن الانفجارات البركانية الهائلة، مثل التي حدثت في مصاطب سيبيريا قبل 252 مليون سنة، أطلقت كميات كبيرة من الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون، ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وتحميض المحيطات، وهو ما أسهم في انقراض واسع النطاق، واستمر الاحترار الناتج عن هذه الانبعاثات لنحو خمسة ملايين سنة، ما يزيد بمقدار ثلاثة ملايين سنة عن فترة النشاط البركاني النشط، وهو ما يثير اهتمام العلماء الباحثين عن تفسير لهذه الظاهرة.
انبعاثات خفية
اعتمد فريق الدراسة على نماذج حاسوبية وتحليلات كيميائية للحمم البركانية، وافترضوا أن ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يستمر في الانبعاث من قشرة الأرض حتى بعد توقف الانفجارات السطحية، حيث تتشكل الصهارة وتطلق الغاز من أعماق الأرض، ويعتقد العلماء أن هذا المصدر "الخفي" قد يكون له دور كبير في تنظيم حرارة الكوكب.
التغير المناخي وأنشطة البشر
رغم الدور البارز لهذه البراكين في تاريخ الأرض، يشير بلاك إلى أن البراكين حاليًا لا يمكنها تفسير التغير المناخي المعاصر، حيث تسهم بأقل من 1% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالأنشطة البشرية، وأعرب بلاك عن أمله في أن تساعد العمليات الجيولوجية الأرض على إزالة الكربون البشري بمرور الزمن، لكن ذلك سيتطلب مئات الآلاف إلى ملايين السنين.