سويديون لـ«جسور بوست»: حرق سيارات الشرطة أعمال فردية لا تمثل الإسلام ولا المسلمين

سويديون لـ«جسور بوست»: حرق سيارات الشرطة أعمال فردية لا تمثل الإسلام ولا المسلمين

في السويد نعيش بأمان أكثر مما كنا نعيشه ببلادنا.. والحق يؤخذ بالقانون لا بحرق السيارات

نتحاور في ضرورة أخذ رد فعل سلمي كرفع دعوى لمناقشة الأزمة في البرلمان.. والنبي محمد لم يرد الأذى بالأذى

الجميع يمارس طقوسه الدينية كاملة دونما اعتراض.. فقط لا يتم رفع الأذان في مكبرات الصوت كما في الدول العربية

 

رفض مسلمون سويديون من أصول عربية، أعمال العنف والتخريب التي قام بها أفراد مسلمون ردًا على حرق المصحف الشريف في الأيام الماضية هناك، مشددين على أن ما حدث أعمال فردية لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، بل على العكس تمامًا جاءت على عكس أفعال الرسول محمد وما أمر به.

وأدى قيام راسموس بالودان مع أنصار حزبه "سترام كوكس"، بإحراق نسخ من القرآن الكريم، إلى اندلاع مواجهات في أنحاء متفرقة من السويد، حيث رشق المحتجون الحجارة، على تظاهرات بالودان وأنصاره، وعلى رجال الشرطة، كما أحرقت عدة سيارات، منها ما هو تابع لجهاز الأمن السويدي، الذي رد بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. 

كان اليميني المتطرف راسموس بالودان، قال إنه أحرق بالفعل نسخة من المصحف، وإنه يرغب في فعل ذلك مجددا، أمام حشود يرغب في تنظيمها في أحياء تسكن بها أعداد كبيرة من المسلمين. 

ويعتزم بالودان خوض الانتخابات السويدية، المزمعة في سبتمبر المقبل، لكن تقارير تفيد، بأنه لم يؤمن بعد التواقيع اللازمة للترشح، وهو ما دفع مراقبين للقول، إنه ربما أقدم على خطوته بحرق نسخ من القرآن الكريم، بهدف مغازلة الناخبين السويديين. 

وكان بالودان قد قاد حزبه "سترام كوكس"، في انتخابات عام 2019، في الدنمارك، حيث حصل على نسبة 1.8% من الأصوات، دون أن يستطع تأمين مقعد واحد في البرلمان، وقد سجن عام 2020 في الدنمارك مدة شهر واحد بعد إدانته بالعنصرية.

وتقدر نسبة المسلمين في السويد وفقًا لإحصائيات المركز السويدي للمعلومات في 2022، ما بين 6 إلى 8% من نسبة السكان السويديين، حيث يصل المسلمين إلى ما بين 500 إلى 800 ألف مسلم.

وترفض السويد إحصائيات المواطنين وفقًا للدين، وتعتبرها إحصائيات مرفوضة لأنها تمثل سجلا عرقيا يخالف قيم المجتمع السويدي والدستور.

والسكان المسلمون في السويد يتكونون من أكثر من 40 دولة مختلفة "من البوسنة وباكستان وتركيا والمملكة العربية السعودية وإيران، وسوريا ولبنان وفلسطين" ودول إفريقية وأوروبية أخرى.

"جسور بوست" حاورت سويديين للوقوف على حقيقة الوضع هناك، ودلالة تصرفات بعض المسلمين من أعمال غضب، جاءت كرد فعل على حرق المصحف.

نرفض العنف

قالت تهاني محمد سويدية من أصل عربي: "إن ما قام به بعض من ينتسبون إلى الإسلام من أعمال عنف ردًا على هذا المتطرف لا يمثلوننا، نحن سلميون نتبع القانون ونحترم البلد الذي نعيش فيه ودستوره، ولذا وجب أن يكون الرد متحضرًا وقانونيًا، المجتمع السويدي كأي مجتمع يضم جميع الفئات والألوان، وبه المتزنون وبه أيضًا المتطرفون لكنهم قلة، في السويد نعيش بأمان أكثر مما كنا نعيشه ببلادنا، الحق يؤخذ بالقانون، لا بحرق السيارات، إنهم يحموننا، نرفض ذلك ويجب أن يكون الرد قانونيا، ونحن هنا في السويد نتحاور في ضرورة أخذ رد فعل سلمي كرفع دعوى لمناقشة الأمة في البرلمان، أما العنف فهو مرفوض، النبي محمد رفض العنف ولم يرد الأذى بالأذى، مؤمنة بالسلام وضرورة تجاهل المتطرف". 

وتابعت تهاني: "في إعلانات التلفزيون السويدي، يستعينون بالمحجبات وبجميع الشعب على اختلاف ألوانهم، نجد في الإعلان الأسمر كما الأبيض والعربي وغيرهم من جميع الجنسيات، ليس هناك فرق في التعامل، نحتفل مع المسيحيين واليهود في أعيادهم وهم كذلك، أيضًا قام قسيس مسيحي بضرب أجراس الكنيسة كي يشوش على حرق المصحف كنوع من الاعتراض، الجميع هنا إخوة متحابون، المسيحي دافع عن المصحف من هذا المتطرف، لكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الأماكن تقوم بعنصرية ضد بعض المحجبات من حيث عدم السماح لهن بالعمل مثلًا، أولاء يحق لهن رفع دعوى قضائية لهذا التمييز".

واستطردت: "الجميع يمارس طقوسه الدينية كاملة دونما اعتراض أو تدخل أحد، فقط لا يتم رفع الأذان في مكبرات الصوت كما في بعض الدول العربية، إلا أن الجوامع تنتشر في كل الأماكن بل على العكس من يقومون بعمل أنشطة منها تحفيظ القرآن وتعليم لغات كالعربي، هذه الجمعيات تأخذ دعما حكوميا، احتفلنا بالمولد النبوي، ومثل أي ديانة وأي شيء نظامي أخذنا تصريحا، هو فقط إجراء يتعامل به الجميع، مسلم أو غير مسلم.

أنشطة متوقفة إلى حين

وقالت غصون أحمد، سويدية من أصل عربي وترأس جمعية ياسمين: "إن جمعيتنا تعنى بنشاطات الأطفال، كتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية وغيرها من الأنشطة، لكن لكي يُصدر لنا تصريح، استغرق الأمر قرابة عام ونصف، هذا هو فقط الأمر الصعب الذي واجهناه في الأمر".

وتتابع: "نحن نعمل أيام العطلات وأمورنا جيدة لم نعامل معاملة سيئة، نصلي في تجمعات وحولنا المساجد، كذلك لم تتأثر مدينتنا بما حدث من حرق المصحف، لأن مدينتنا صغيرة نسبيًا، لكن أنشطة المسلمين تأثرت بالفعل في أماكن وقوع الحادث، لي أصدقاء في المدن التي بها أحداث عنف توقفت الأنشطة الدينية بها، خاصة في رمضان خوفًا من ردود أفعال عنيفة كرد فعل على حرق المصحف والأفعال الاستفزازية التي فعلها المتطرف الدنماركي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية