«إنقاذ الطفولة»: صمت المجتمع الدولي يفاقم انتهاكات حقوق الأطفال في غزة
«إنقاذ الطفولة»: صمت المجتمع الدولي يفاقم انتهاكات حقوق الأطفال في غزة
طالبت منظمة “إنقاذ الطفولة” بتدخل دولي عاجل، بعد استشهاد 50 طفلاً في غارات للجيش الإسرائيلي على شمال قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأكدت المنظمة في بيان لها الأحد استمرار استهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين، مما يشير إلى نمط مستمر من الهجمات على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، خصوصًا الأطفال.
وذكرت المنظمة أن الهجمات الأخيرة تأتي في وقت يواجه فيه سكان غزة ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث استُهدف الأطفال بشكل خاص، مما يعكس تجاهلًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية.
وعبر المدير الإقليمي لمنظمة "إنقاذ الطفولة"، جيريمي ستونر، عن استنكاره “للفظائع المرتكبة”، مُشيرًا إلى أن عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة قد وصل إلى 50 طفلا.
واعتبرت المنظمة أن التدخل الدولي ليس مجرد نداء، بل هو التزام قانوني يتطلب محاسبة جميع الأطراف المعنية.
ووصف ستونر الهجوم الذي استهدف منازل في جباليا بأنه يمثل قمة المأساة الإنسانية، حيث يشير إلى استمرار الانتهاكات التي تهدد حياة الأطفال في غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الأعمال العدائية وتوفير الحماية اللازمة للأطفال.
الوضع الإنساني ازداد تدهوراً
أدت الهجمات المتكررة إلى تعميق معاناة السكان، حيث أشار ستونر إلى أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى المناطق المتضررة، وهو ما دعى السكان أنفسهم الى البحث عن الناجين في الأنقاض باستخدام أيديهم العارية.
وتابع أن الأوضاع الإنسانية أصبحت أسوأ، حيث قُتلت أعداد متزايدة من الأطفال، موضا أنه عندما تعرضت المستشفيات للهجمات، أُجبرت على إغلاق أبوابها في وجه المرضى، مما ترك الناجين من الهجمات في حالة من اليأس والإهمال الطبي.
التحديات القانونية
وطرح ستونر تساؤلات حول كيفية اعتبار الأطفال "أضرارًا جانبية" مقبولة في النزاعات، محذرًا من أن هؤلاء الأطفال هم تحت هجوم مباشر وليسوا مجرد ضحايا غير محظوظين.
وسلط الضوء على مبدأ حماية المدنيين في النزاعات، وخاصة الأطفال، باعتباره جزءًا أساسيًا من القانون الدولي، حيث رأى أن الوضع في غزة يتطلب تحركًا عاجلًا لمنع المزيد من الانتهاكات، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولية وقف الأعمال العدائية.
وأكد ضرورة إعادة تأكيد الالتزام الدولي بحماية حقوق الأطفال، مشيرًا إلى أن كل طفل يُقتل ليس مجرد رقم، بل هو حياة تم فقدها، مما يترك آثارًا مدمرة على العائلات والمجتمعات.
دعوة لاستئناف المساعدات الإنسانية
شدد ستونر على ضرورة حدوث وقف لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وحذر من أن عدم التدخل في الوقت المناسب قد يؤدي إلى فقدان جيل كامل من الأطفال في غزة، مما يضاعف من معاناة المدنيين ويدفع بالوضع الإنساني نحو مزيد من التدهور.
وأكد أن جميع الدول تتحمل التزامًا قانونيًا لمنع جرائم الإبادة الجماعية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية الأطفال والمواطنين المدنيين، ويُعد التصعيد الأخير في غزة جرس إنذار للجميع بضرورة العمل الجماعي لحماية حقوق الإنسان وضمان السلامة للأطفال والمجتمعات المهددة بالنزاع.
وتشن إسرائيل هجوماً جوياً وبرياً على غزة منذ أكتوبر 2023، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل المئات، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وفقا للبيانات الفلسطينية أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى استشهاد أكثر من 43 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 100 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة وفقا للسلطات الصحية في غزة وسط مطالبات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب.