"إنقاذ الطفولة": الهجمات على الرعاية الصحية في غزة الأعلى عالمياً
"إنقاذ الطفولة": الهجمات على الرعاية الصحية في غزة الأعلى عالمياً
أكد تقرير لمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية، أن معدل الهجمات الشهرية على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ بداية عدوان قوات الجيش الإسرائيلي أعلى من أي صراع آخر في الآونة الأخيرة على مستوى العالم، حيث بلغ متوسط الهجمات 73 هجومًا كل شهر.
وأضاف التقرير أنه وقع حتى اليوم ما لا يقل عن 435 هجومًا على المرافق الصحية أو العاملين في القطاع الصحي في جميع أنحاء غزة خلال ستة أشهر من الصراع بين 7 أكتوبر 2023 وأوائل أبريل 2024، أي ما يعادل 73 هجومًا شهريًا من الحرب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية
وأوضح أن هذا العدد يتجاوز هذا العدد عدد الهجمات شهريًا في جميع البلدان الأخرى التي مزقتها الحروب منذ عام 2018، بما في ذلك أوكرانيا التي لديها ثاني أكبر عدد بـ67 هجومًا شهريًا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية بمتوسط 11 هجومًا شهريًا.
وأشار التقرير إلى أنه لم تقتصر الهجمات على الرعاية الصحية في الأرض الفلسطينية على غزة، حيث تم الإبلاغ عن 369 هجومًا أيضًا في الضفة الغربية خلال الأشهر الستة الماضية. وتشمل هذه 302 عرقلة للوصول إلى الخدمات الصحية، واستخدام القوة داخل المرافق الصحية.
ولفت التقرير إلى أنه تصنف منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الهجوم على الرعاية الصحية على أنه أي حالة من حالات العنف ضد الخدمات الصحية أو أي عوائق تتداخل مع تقديمها أو الوصول إليها أثناء حالات الطوارئ، بما في ذلك التهديدات النفسية وترهيب المرضى والعاملين.
وأكد التقرير أن ستة أشهر من القصف المستمر والحصار وعرقلة توصيل المساعدات أدت إلى تدمير النظام الصحي في غزة لافتا إلى أن هناك 11 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نحو 350,000 شخص يعانون أمراضا مزمنة في غزة غير قادرين على الوصول إلى الأدوية والإمدادات والخدمات الحيوية.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 34 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 76 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".