"إنقاذ الطفولة": نشهد إبادة للصحة البدنية والعقلية للأطفال في غزة
"إنقاذ الطفولة": نشهد إبادة للصحة البدنية والعقلية للأطفال في غزة
حذرت منظمة إنقاذ الطفولة في غزة من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة لا يحصلون على الغذاء والرعاية الطبية التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، حيث يتم منع الغذاء عند كل منعطف والقضاء على النظام الصحي.
وقال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية كزافييه جوبيرت في بيان للمنظمة: "إننا نشهد إبادة للصحة البدنية والعقلية للأطفال في غزة.. إن المعدل الذي تم به دفعهم إلى حافة الموت –وما بعدها– في الأشهر الستة الماضية ليس أقل من مذهل.. ومن غير المعقول أن تبقى المواد الغذائية والمنتجات الغذائية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة على الحدود، على بعد أميال فقط من المكان الذي يموت فيه الأطفال بلا داعٍ وبشكل مؤلم بسبب سوء التغذية".
وأكد جوبيرت أنه لا يجوز أبداً استخدام المجاعة كسلاح في الحرب، مضيفا لقد قُتل 27 طفلاً بالفعل بسبب الجوع والمرض، وإذا فشل العالم في التحرك الآن، فسوف يضاف عدد لا يحصى من الأطفال إلى هذا العدد.
وأفاد البيان بأن أطفال غزة الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والبالغ عددهم 346,000 طفل هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية مع التدهور السريع للوضع الكارثي بالفعل في جميع أنحاء القطاع. وفي الشمال، تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل ثلاثة أطفال دون سن الثانية يعاني الآن من الهزال، وهو أشد أشكال سوء التغذية خطورة، مقارنة بواحد من كل ستة أطفال في يناير، وفقاً لمجموعة التغذية العالمية، وهي مجموعة من المنظمات الإنسانية تركز على التغذية.
ليس من العدل أن نموت من الجوع
"يحيى" هو واحد من 1.2 مليون نازح يعيشون الآن في رفح بجنوب غزة، وهي مدينة يسكنها عادة 280,000 نسمة.. مات ابن أخيه نتيجة الجوع الشديد؛ نتيجة للقيود المفروضة على الوصول إلى المساعدات والسلع التجارية في جميع أنحاء غزة منذ أكتوبر 2023.
وقال يحيى: “لقد مرض بسبب نقص الغذاء والتغذية، أصيب بفقر الدم، وكانت لديه أيضا احتياجات خاصة، الله يرحمه، سوف نموت جميعا في نهاية المطاف، لكن لا ينبغي لنا أن نموت بهذه الطريقة، ليس من العدل أن نموت من الجوع”.
وبحسب المنظمة يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بشكل عاجل إلى أغذية غنية بالعناصر الغذائية يسهل استهلاكها، مثل الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام والحليب العلاجي للأطفال الصغار، كما أنهم بحاجة إلى الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية والمرافق الصحية والعاملين المدربين في مجال الرعاية الصحية الذين يمكنهم اكتشاف سوء التغذية وعلاجه.. ومع ذلك، ومع توثيق أكثر من 400 هجوم على مرافق الرعاية الصحية منذ أكتوبر ، فإن 26 من أصل 36 مستشفى في غزة أصبحت غير عاملة تمامًا، في حين لا يزال دخول الإمدادات الطبية إلى غزة مقيدًا.
وفي السياق، يقول مصطفى، (48 عامًا)، من رفح وأب لثمانية أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 3 و20 عامًا: “ظهرت على الأطفال علامات سوء التغذية، خاصة في الأشهر الأربعة الأولى، لقد فقدوا الكثير من الوزن، ولم تكن لديهم الطاقة للعب، حتى بشرتهم بدأت تتحول إلى اللون الأصفر بسبب نقص الحديد والسكر، ابني البالغ من العمر 10 سنوات بدأت تظهر عليه تشققات في الجلد، وخاصة حول العينين”.
ويواجه جميع الأطفال في غزة نقصا في الغذاء، وخاصة المواد المغذية مثل الفواكه والخضراوات.
وقال مروان، 49 عاماً، وهو موظف في منظمة إنقاذ الطفولة في غزة: "لقد أصبحت العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والحديد التي يحصل عليها الأطفال من الفواكه والخضراوات نادرة ولم تعد الأسر قادرة على الحصول عليها بعد الآن، فهي غير متوفرة في السوق المحلية، وتأكل العائلات نفس الوجبات لعدة أيام لأنه ليس لديهم بدائل. ولا يمكنهم توفير تغذية متنوعة لأطفالهم”.
وتشير المنظمة إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالب بالفعل بوقف مؤقت لإطلاق النار مؤكدة أنه يجب تنفيذ هذا الأمر الآن والحفاظ عليه بشكل نهائي، ويجب على حكومة إسرائيل أيضًا أن تسمح للمعدات الطبية والإمدادات والفرق والأدوية المنقذة للحياة بالدخول إلى قطاع غزة بالسرعة والحجم المطلوبين لمنع مقتل المزيد من الأطفال بسبب سوء التغذية والمرض.
تقدم منظمة إنقاذ الطفولة الخدمات الأساسية والدعم للأطفال الفلسطينيين المتأثرين بالنزاع المستمر منذ عام 1953، ويعمل فريق منظمة إنقاذ الطفولة في الأرض الفلسطينية على مدار الساعة، ويخزن الإمدادات الحيوية لدعم الأشخاص المحتاجين، ويعمل على إيجاد طرق إيصال المساعدات إلى غزة.