«الصحة اللبنانية»: مقتل 40 شخصاً في غارات إسرائيلية على شرق البلاد
«الصحة اللبنانية»: مقتل 40 شخصاً في غارات إسرائيلية على شرق البلاد
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأربعاء، مقتل 40 شخصاً وإصابة 53 آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق في شرق البلاد، بما في ذلك مدينة بعلبك، وسط استمرار جهود الإنقاذ والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وذكرت الوزارة في بيان لها، أن الغارات استهدفت مواقع مختلفة، أسفرت عن تدمير أبنية ومنازل سكنية، موضحة أن مدينة بعلبك شهدت مقتل 11 شخصاً، بينما قُتل 16 شخصاً في بلدة الناصرية، إلى جانب سقوط ضحايا في مناطق أخرى من البقاع، ولا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملياتها رغم الصعوبات الكبيرة الناجمة عن الدمار الواسع ونقص المعدات.
تأتي هذه الهجمات في إطار التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، والتي اشتعلت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر 2023، حيث أسفرت تلك الحرب عن تصاعد حدة النزاع في المنطقة، وانتقال المواجهات إلى الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حيث تبادل الطرفان القصف بشكل متقطع على مدار العام الماضي.
تداعيات إنسانية وأمنية
أدت المواجهات إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية في كلا الجانبين، مما فاقم من الأزمة الإنسانية في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمات اقتصادية وسياسية حادة.
تزايدت التحذيرات من قبل المنظمات الدولية والإنسانية من تداعيات هذا النزاع على الوضع الإنساني في لبنان، حيث يهدد تصاعد القصف والنزاعات الحدودية بتفاقم الأوضاع المعيشية لسكان المناطق المستهدفة، لا سيما في ظل انهيار البنية التحتية الصحية وشح الموارد الطبية والإنسانية.
قلق أممي
وأعربت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية عن قلقها البالغ إزاء استمرار التصعيد العسكري، ودعت إلى ضبط النفس والعمل على تجنب استهداف المدنيين.
في هذا السياق، قال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، إن الوضع في المنطقة يتطلب "جهوداً عاجلة للتهدئة وتخفيف معاناة السكان المدنيين".
وقالت السلطات الإسرائيلية، إن هجماتها تستهدف مواقع تابعة لحزب الله، متهمة الحزب بتنفيذ عمليات عسكرية ونقل أسلحة في المناطق المستهدفة، مشيرة إلى أن الضربات تأتي ضمن إجراءات "الدفاع عن النفس" لضمان أمن إسرائيل وحدودها الشمالية.
دعوات لحماية المدنيين
من جهته، أدان رئيس الوزراء اللبناني الهجمات واصفاً إياها بأنها "انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وتهديد للأمن الإقليمي"، داعيا المجتمع الدولي للتدخل لوقف الاعتداءات وضمان حماية المدنيين.
وتتزايد الدعوات الدولية للعودة إلى طاولة المفاوضات وتفعيل الوساطات الدولية لاحتواء الأزمة ومنع انجرار المنطقة إلى حرب شاملة قد تتسبب بمزيد من الخسائر البشرية والمادية.