«نيويورك تايمز»: الناخبون الأمريكيون تجاهلوا التحذيرات من «الشعبوية الاقتصادية» لترامب

«نيويورك تايمز»: الناخبون الأمريكيون تجاهلوا التحذيرات من «الشعبوية الاقتصادية» لترامب
الانتخابات الأمريكية 2024

حذر 23 من الحائزين جائزة نوبل الشهر الماضي من أن أجندة دونالد ترامب "ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وزيادة العجز، وتفاقم عدم المساواة"، ورغم صحة هذه التحذيرات، تجاهلها الناخبون تمامًا في الانتخابات التي جرت مؤخرا، والتي شكلت هزيمة لحملة نائبة الرئيس كامالا هاريس وللتيار السائد في مهنة الاقتصاد، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

ووفقا لتقرير نشرته الصحيفة الأمريكية السبت، تبنى ترامب مواقف اقتصادية كانت ستمنحه درجة "راسب" في معظم الدورات الاقتصادية، ومنها الرسوم الجمركية والضرائب والهجرة، بينما هاجم الاحتياطي الفيدرالي، وهو الجهة التي تعد أكبر صاحب عمل للاقتصاديين في الولايات المتحدة.

وضع الطبقة العاملة

وذكرت الصحيفة أن المفارقة تكمن في أن منصّة هاريس كانت ستسهم بشكل أكبر في تحسين وضع الطبقة العاملة مقارنة بأي شيء كان سيحققه ترامب، فقد شملت هذه المنصة إجراءات لخفض التكاليف من خلال زيادة المنافسة، وتعزيز النمو الاقتصادي عبر استثمارات مستهدفة.

في المقابل، روج ترامب لإجراءات شعبوية مثل إنهاء الضرائب على الإكراميات والضمان الاجتماعي، إلى جانب خطط غير شعبوية شملت تخفيض الضرائب على الشركات وتخفيف الرقابة على مكافحة الاحتكار.

توقعات بايدن

كان الرئيس بايدن يعتمد على استراتيجية "الوفاء بالوعود"، التي وصفها المعلق مات ستولر بأنها تعتمد على مبدأ تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير وظائف جيدة، وبالتالي جذب الأصوات، لكن ذلك لم يحدث، فقد اختار الناخبون إبعاد الديمقراطيين عن البيت الأبيض رغم الأداء الجيد للاقتصاد، والنمو في الوظائف، والحد من التضخم الذي أثر على بداية ولاية بايدن.

دروس من التاريخ

وفقا للتقرير تعكس تجارب أمريكا والدول الأخرى بعض الدروس التي قد تفيد الديمقراطيين اليوم، فقد بدأ الرئيس فرانكلين روزفلت فترته الأولى كمدافع عن موازنة الميزانية، لكنه تحول إلى شعبوي لمواجهة التهديدات من الشيوعيين والشعبويين اليمينيين مثل هوي لونغ والأب تشارلز كوغلين.

ودعا روزفلت إلى زيادة الضرائب على الأثرياء، وتطبيق الحد الأدنى للأجور الفيدرالي، وتأسيس الضمان الاجتماعي.

هل تصبح الديمقراطية الأمريكية أكثر شعبوية؟

نوهت الصحيفة أنه ربما يتجه الحزب الديمقراطي نحو تبني سياسات أكثر شعبوية، فقد توقع غاد ليفانون، كبير الاقتصاديين في معهد بيرنينغ غلاس، أن الحزب سيدعم المزيد من القيود على الهجرة ورفع الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى تبني "خطاب قوي ضد النخب الاقتصادية لصالح الناس العاديين"، إذا تحققت هذه التوقعات، فقد يتبادل الحزبان الرئيسيان سياسات شعبوية، مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار وتقليص النمو الاقتصادي.

التعلم من التجارب الدولية

وأشار التقرير إلى أن لاري دايموند، الزميل في مؤسسة هوفر، كتب في عام 2020 أنه يمكن للديمقراطيات الراسخة مثل الولايات المتحدة أن تتعلم من الديمقراطيات الأصغر التي نجحت في مواجهة الشعبوية، وأشار إلى نتائج الانتخابات في إسطنبول وبودابست وبراغ، موضحًا أن الديمقراطيين الليبراليين يمكنهم هزيمة الشعبويين إذا كانت لديهم الاستراتيجية الصحيحة.

استراتيجية الديمقراطيين

أكدت الصحيفة أنه من خلال الالتزام بقيمهم، يمكن للديمقراطيين الفوز في معركة الشعبوية، وفقًا لدايموند، تتضمن الاستراتيجية الأفضل: "لا تحاولوا التفوق على الشعبويين، كونوا شاملين، وقدموا حلولًا غير أيديولوجية"، كما شدد على أهمية تقديم الأمل للناس، وألا يكون الخطاب مملًا أو غير جذاب.

التحديات أمام الديمقراطيين

اختتمت الصحيفة تقريرها بأن أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها الديمقراطيون هو الوفاء بالوعود، فقد أدرك الكثير من الناخبين أن بايدن وهاريس لم ينجحوا في تلبية احتياجاتهم بشكل كامل، خاصة في ما يتعلق بتكاليف الإسكان ورعاية الأطفال، رغم أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يعاني من بعض المشكلات، فقد تمكنت السلطات المالية والنقدية من تجنب ما كان يمكن أن يكون كسادًا طويلًا بعد جائحة كوفيد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية