«قتلى وجرحى ونازحون».. صحفيو غزة يعانون في ظل استمرار الحرب والحصار
«قتلى وجرحى ونازحون».. صحفيو غزة يعانون في ظل استمرار الحرب والحصار
واجه الصحفيون والنشطاء في قطاع غزة ظروفًا شديدة القسوة في ظل الحرب التي شنتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، فرغم مواجهتهم الخطر اليومي على حياتهم وأسرهم، لكنهم يواصلون العمل بلا توقف لنقل الحقائق وكشف حجم المعاناة الإنسانية للعالم، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
تجربة الشقيقين محمد وخليل نعيم تعكس هذه المعاناة بشكل واضح، حيث يعمل الشقيقان في الصحافة وصناعة المحتوى الرقمي عبر منصات مثل "تيك توك" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، ويعدان من أبرز من يوثّق الأحداث اليومية في غزة.
مع بدء القصف العنيف في الأيام الأولى من الحرب، اضطر الشقيقان وعائلتهما إلى ترك منزلهما في بلدة بيت حانون الواقعة في أقصى شمال القطاع.
أوامر إخلاء عاجلة
يصف محمد، الأخ الأكبر، هذه اللحظات قائلاً: "بدأت رحلتنا في مساء اليوم الأول من الحرب، حين تلقينا رسائل عاجلة من الجيش الإسرائيلي تأمرنا بالإخلاء الفوري، كانت ليلة مرعبة، شعرت وكأنها تعيد لنا ذكريات نكبة أجدادنا عام 1948".
لم يكن النزوح مجرد انتقال مكاني، بل كان انتقالًا بين عالمين؛ من الحياة اليومية المعتادة إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
ترك الشقيقان منزلهما الذي يحمل ذكريات طفولتهما، وترك محمد استوديو العمل المجهّز بالكامل بالكاميرات وأجهزة الصوت، وهو ما مثل خسارة كبيرة لمصدر رزقهما ولوسائل توثيقهما للأحداث.
لحظات من الرعب
أشار محمد إلى أن فكرة توثيق تلك اللحظات للنشر على "تيك توك" كانت تراوده، لكن الرعب كان أكبر من أن يسمح له بالتقاط الكاميرا.
قال: "كنت أحمل أطفالي بين ذراعي، بينما يتمسك باقي الأطفال بملابسي، وزوجتي تحمل حقائب الأوراق الضرورية وبعض الملابس، وكل هذا تحت وابل من القصف المستمر والشظايا المتطايرة".
انتقلت العائلة بين أربع أو خمس مناطق في جنوب القطاع، وكانت كل محطة جديدة تفتح بابًا من المعاناة.
وصف محمد: "كنّا نعيش في غرفة صفٍّ مدرسي لا تتجاوز مساحتها 45 مترًا مربعًا، يضمّ نحو 40 شخصًا، مع نقص شديد في أساسيات الحياة، كنا نفتقد الماء والكهرباء، وكان الغذاء بالكاد يتوفر على شكل معلبات نحصل عليها من وكالة الغوث (الأونروا)".
تحديات الحياة اليومية
بعد أن صدر أمر إخلاء جديد، اضطرت العائلة للانتقال من رفح إلى مخيمات الخيام في منطقة المواصي غرب خان يونس.
كانت تلك المرحلة بمثابة بداية جديدة من الصراع مع الظروف المعيشية القاسية.
في الخيام، لم تكن هناك حماية كافية من البرد أو الأمطار، ولم يكن هناك أي ضمان لتوفير احتياجات الحياة الأساسية.
إيصال الصورة الكاملة
تجربة الشقيقين نعيم وأمثالهما من الصحفيين والنشطاء تكشف عن التضحيات التي يقدمها هؤلاء الأفراد في سبيل إيصال الصورة الكاملة إلى العالم.
وسط كل تلك المخاطر، يستمرون في نقل الحقيقة، ملتزمين برسالتهم الصحفية، ومخاطرين بحياتهم لإبراز معاناة غزة في ظل الحصار والقصف.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، استشهاد 4 صحفيين جدد لترتفع حصيلة الشهداء من الصحفيين إلى 188 صحفيًا وصحفيةً منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.