مركز حقوقي: سياسات التجويع الإسرائيلية تعيق التطور الأكاديمي والاجتماعي للأطفال
مركز حقوقي: سياسات التجويع الإسرائيلية تعيق التطور الأكاديمي والاجتماعي للأطفال
كشف تقرير جديد صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان بمناسبة يوم الطفل العالمي عن التداعيات المدمرة لسياسات التجويع الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، إذ يتحمل الأطفال العبء الأكبر من هذه الممارسات، حيث تصيبهم بأمراض تهدد الحياة وتعيق تطورهم الأكاديمي والاجتماعي.
ووفقا للتقرير الذي نشره المركز، الأربعاء، يعاني أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع من نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية بسبب الحصار المشدد المفروض منذ سنوات، والذي زاد تشدده منذ 7 مايو 2024.
وتفرض إسرائيل قيودًا صارمة على حركة السكان، بما في ذلك إغلاق معبر رفح الحدودي، ما أدى إلى إعاقة وصول المساعدات الإنسانية الضرورية، وأسفرت هذه الإجراءات عن وفاة 38 طفلاً نتيجة سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الرضع الذين لم يتمكنوا من الحصول على الغذاء بسبب تدهور صحة أمهاتهم أو غياب الإمدادات اللازمة.
سياسات ممنهجة
أفاد التقرير بأن سياسات التجويع الإسرائيلية تشمل منع دخول المواد الغذائية الأساسية، وتقليص كميات الغذاء المسموح بها، إلى جانب التدمير الممنهج للبنية التحتية الاقتصادية.
وأشار التقرير إلى أن الأغذية التي يتم السماح بدخولها تفتقر إلى التنوع الغذائي والسعرات الحرارية الكافية، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في صحة السكان.
وأكدت البيانات أن هذه السياسات تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، مما يجعل السكان عرضة للإصابة بأمراض تهدد الحياة، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء الحوامل، والرضع، وكبار السن.
وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية زيادة كبيرة في حالات فقر الدم ونقص الفيتامينات، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض معدية خطيرة بسبب سوء التغذية.
التداعيات طويلة الأمد
أبرز التقرير الآثار الكارثية لسوء التغذية على الأطفال، مشيرًا إلى أن سوء التغذية المزمن يؤدي إلى تقزم النمو وضعف القدرات الحركية والإدراكية، إضافة إلى تراجع القدرات التعليمية على المدى البعيد.
وأوضح أن نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك يؤثر على النمو العقلي للأطفال، ما يعوق تطورهم الأكاديمي والاجتماعي.
كما حذر التقرير من أن تأثيرات سوء التغذية قد تستمر مدى الحياة، حيث يعاني الأطفال من مشكلات صحية مزمنة مثل ضعف الجهاز المناعي وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري، وبيّن أن هذه التحديات تتفاقم مع استمرار الحصار وعدم توفر الرعاية الصحية المناسبة.
الدعوة إلى تدخل دولي
اختتم التقرير بدعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الكارثة الإنسانية، وطالب بإجبار إسرائيل على إنهاء الحصار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، مع الامتثال الكامل للتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية، كما دعا التقرير إلى محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في غزة.
وأشار مركز الميزان إلى أن استمرار الإفلات من العقاب يشجع على تصعيد الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية وإنسانية عاجلة لحماية حقوق الأطفال والسكان المدنيين في غزة.