تشان بو-يينغ.. نضال متواصل رغم التضييق على أيقونة الديمقراطية في هونغ كونغ
تشان بو-يينغ.. نضال متواصل رغم التضييق على أيقونة الديمقراطية في هونغ كونغ
في ظل القمع المستمر الذي تواجهه الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، تقف تشان بو-يينغ، البالغة من العمر 68 عامًا، كواحدة من آخر الأصوات المعارضة التي تصر على البقاء رغم الضغوط الهائلة.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، تعيش تشان، رئيسة حزب "رابطة الديمقراطيين الاجتماعيين" المدافع عن حقوق العمال والرعاية الاجتماعية، حياة تحت المراقبة الدائمة، حتى في أبسط الأنشطة مثل نزهات المشي.
تضاعفت المخاطر السياسية منذ أن حكمت محاكم هونغ كونغ على 45 من السياسيين والناشطين المؤيدين للديمقراطية بالسجن لفترات تصل إلى 10 سنوات، ما وجّه ضربة قاسية للمعارِضة التي كانت تشكل صوتًا مؤثرًا في المدينة.
قُضي على المسيرات الحاشدة والعرائض الجماعية التي كانت تضغط على الحكومة لإحداث تغييرات، مع فرض الصين إجراءات أمنية مشددة منذ احتجاجات عام 2019.
ورثت تشان قيادة الحزب في عام 2021، بعد اعتقال العديد من الأعضاء، بمن فيهم زوجها ليونغ كوك-هونغ، المعروف بلقب "الشعر الطويل"، الذي كان نائبًا برلمانيًا بارزًا، والأسبوع الماضي كان ليونغ من بين المحكوم عليهم بالسجن في قضايا أمنية.
حياة مليئة بالمخاطر
تقول تشان إن العمل السياسي أصبح شبه مستحيل في هونغ كونغ اليوم، موضحة أن "العديد من المنظمات، حتى تلك التي لم تكن ذات طابع سياسي صريح، أُجبرت على الإغلاق"، مضيفة أن الناشطين أصبحوا حذرين للغاية في تعاملاتهم، حتى الأنشطة البسيطة مثل إقامة أكشاك في الشوارع لجمع التوقيعات أو توزيع المنشورات أصبحت محفوفة بالمخاطر.
تروى تشان حادثة احتجاز الشرطة لها ولأصدقائها أثناء نزهة جبلية لمدة ساعتين، حيث أخذت أرقام هوياتهم، مشيرة إلى أن "كل خطوة نتخذها تخضع للقيود".
قمع خفي وممنهج
واجه الحزب ضغوطًا اقتصادية شديدة، حيث أغلقت البنوك حساباته، ما أجبره على تقليص عملياته إلى الحد الأدنى.
تقول تشان: "لم نعد قادرين على استئجار مكتب أو توظيف أي موظفين بأجر"، كما أجبرتهم الضغوط على التوقف عن تقديم العرائض في المناسبات السياسية الحساسة أو حتى طلب تبرعات علنية خوفًا من الملاحقة.
تشير تشان إلى أن السلطات أصبحت تعتمد على أساليب غير مباشرة لتجفيف موارد المعارضة، قائلة: "لم يعد القمع صريحًا لتجنب لفت الأنظار الدولية.. بدلاً من ذلك، تُستخدم قوانين ولوائح غير متوقعة لفرض غرامات وقيود متزايدة".
البقاء على قيد الأمل
ورغم الظروف القاسية، ترفض تشان الاستسلام، تقول: "الاستمرار ليس فقط وسيلة للتمسك بالأمل، بل أيضًا لدعم وتشجيع الآخرين"، وهي تشير إلى أمثلة صغيرة لكنها مؤثرة، مثل أشخاص يأتون من بعيد للحصول على منشورات من الأكشاك.
بالنسبة لها، لا تزال الرسالة واضحة، "قد يبدو الوضع عبثيًا أحيانًا، لكنه ليس بلا معنى.. ما نقوم به يحمل قيمة كبيرة، ولو لم يكن كذلك لما استمررت في فعله".
وتختتم “نيويورك تايمز” تقريرها قائلة: "تشان بو-يينغ ليست مجرد زعيمة لحزب سياسي صغير، بل هي رمز لإرادة الصمود في مواجهة القمع المتزايد في هونغ كونغ.. قصتها تعكس صدى نضال مجتمع بأكمله يواجه تضييق الخناق على حرياته الأساسية".