«واشنطن بوست»: رسوم ترامب الجمركية تضيف المليارات لفاتورة المستهلكين الأمريكيين
«واشنطن بوست»: رسوم ترامب الجمركية تضيف المليارات لفاتورة المستهلكين الأمريكيين
جاء إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، بدءاً من 20 يناير بعد وعوده الانتخابية بخفض الأسعار وتحسين الاقتصاد الأمريكي، ولكن يبدو أن هذه التعريفات قد تأتي بعكس المتوقع، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وتُعد كندا والمكسيك من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، حيث تُصدِّر المكسيك وحدها ما قيمته 19 مليار دولار من الفواكه والخضراوات سنويًا، وتشكل الطماطم والأفوكادو أمثلة بارزة، إذ تعتمد الولايات المتحدة على المكسيك في تأمين نحو ثلثي استهلاكها من الطماطم و90% من الأفوكادو.
أسهمت الرسوم الجمركية المقترحة في إثارة المخاوف من ارتفاع تكاليف المواد الغذائية المستوردة، وأشار خبراء الزراعة إلى أن الولايات المتحدة لا تمتلك الموارد الكافية لتعويض هذا العجز محليًا، لا سيما في ظل نقص العمالة الزراعية.
ويواجه القطاع الزراعي الأمريكي تحديات كبيرة، إذ يُشكِّل المهاجرون غير المسجلين نحو نصف القوة العاملة فيه، ومع وعود ترامب بترحيلهم، يزداد الوضع تعقيدًا.
وتضمنت خطة "مشروع 2025" السياسية التي يدعمها ترامب مقترحات لتفكيك برامج التأشيرات الموسمية، ما سيؤدي إلى تضييق الخيارات المتاحة لجلب العمالة الزراعية من الخارج.
التأثير على سوق الطاقة
فرض ترامب تعريفات جمركية على المنتجات الكندية، بما في ذلك النفط، يهدد برفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
قدَّر باتريك دي هان، رئيس تحليل البترول في منصة "غاز بودي"، أن هذه التعريفات قد تزيد أسعار البنزين بما يتراوح بين 25 و75 سنتًا للغالون في مناطق مثل الغرب الأوسط وجبال روكي.
أوضح دي هان أن السائقين الأمريكيين قد يتحملون تكاليف إضافية تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا، وفي الوقت نفسه، لا يبدو أن إنتاج النفط الأمريكي قادر على تعويض الفجوة الناتجة عن ارتفاع الأسعار، خاصة أن الإنتاج الحالي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية.
أزمة الإسكان
امتد تأثير الرسوم الجمركية ليشمل قطاع الإسكان، حيث تعتمد الولايات المتحدة على كندا لتوريد نحو ربع الأخشاب المستخدمة في البناء، ومع الرسوم الجديدة، يُتوقع أن ترتفع تكاليف مواد البناء بشكل كبير، مما يفاقم من أزمة الإسكان الحالية.
تشمل المواد المتأثرة أيضًا الإسمنت والمعادن والآلات التي تُستورد من كندا والمكسيك، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف البناء والتطوير العقاري.
الصناعة الأمريكية
ويواجه قطاع التصنيع الأمريكي خطر التراجع بسبب تعطل سلاسل التوريد التي تربط الولايات المتحدة بجيرانها في أمريكا الشمالية.
أشار خبراء اقتصاديون إلى أن تكامل صناعة السيارات في المنطقة يُهدَّد بالانهيار، حيث تعبر الأجزاء الحدود عدة مرات خلال عملية التصنيع.
استعدت كندا والمكسيك لاتخاذ إجراءات انتقامية ردًا على الرسوم الأمريكية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الصادرات الأمريكية، وتُعد الدولتان أكبر مستوردي المنتجات الأمريكية، ما يمنحهما نفوذًا كبيرًا في الرد على هذه السياسات.
في المقابل، أثار هذا الإعلان انتقادات داخلية واسعة النطاق، حيث أشار محللون إلى أن هذه الخطط تتناقض مع اتفاقية التجارة الأمريكية– المكسيكية - الكندية (USMCA) التي تفاوض عليها ترامب سابقًا، ووصفها حينها بأنها أفضل اتفاقية تجارية على الإطلاق.
تبقى التعريفات الجمركية المقترحة محل جدل كبير، وعلى الرغم من أهداف ترامب الاقتصادية المعلنة، يبدو أن هذه السياسات ستؤدي إلى زيادة تكاليف المعيشة بالنسبة للأمريكيين، مما يثير تساؤلات حول مدى جدواها على المدى الطويل.