الأمم المتحدة تحذر من تداعيات الأعمال العدائية على المدنيين في سوريا

الأمم المتحدة تحذر من تداعيات الأعمال العدائية على المدنيين في سوريا
اشتباكات مسلحة في سوريا - أرشيف

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تداعيات الأعمال العدائية المستمرة في أجزاء مختلفة من سوريا على المدنيين وعمليات الإغاثة، وذلك في أعقاب هجوم جوي على معبر الدبوسية الحدودي في حمص.

ودعا منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى، ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية راماناثان بالاكريشنان، في بيان مشترك، الأربعاء، إلى حماية المدنيين والأصول المدنية، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني.

تعليق العمليات الإنسانية

جاء ذلك بعد مقتل أحد متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، فضلا عن قتل وإصابة عدد من المدنيين الآخرين في هجوم مسلح الأربعاء، وتم تعليق جميع العمليات الإنسانية على المعابر الحدودية في سوريا.

وأعرب نائب المنسق الإنساني الإقليمي للأزمة السورية ديفيد كاردن، عن قلقه العميق إزاء تأثير التصعيد الأخير للأعمال العدائية في شمال غرب سوريا على المدنيين، وخاصة الأطفال.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن ثلاثة فتيان لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما قتلوا مؤخرا، فيما أصيب أكثر من اثني عشر طفلا آخرين في قصف مدفعي في إدلب وغرب حلب، "وكان جميع الأطفال في مؤسسة تعليمية وقت الهجوم".

وتابع: “يحاول شركاؤنا التحقق من عدد الأشخاص الذين ربما نزحوا بسبب أعمال العنف الأخيرة. حتى اليوم، أفادت 35 منظمة غير حكومية على الأقل بتعليق عملياتها الإنسانية في المنطقة”.

توقف الخدمات 

ويقول شركاء الصحة إن "الخدمات لم تعد تعمل في 14 منشأة صحية على الأقل، وخاصة في المناطق الواقعة على طول خط المواجهة، بسبب القتال، كما أغلقت المدارس الخاصة والعامة، فضلا عن العديد من الطرق الرئيسية في إدلب وغرب حلب".

وأكد حق، أن المساعدات الإنسانية لا تزال تدخل من معبر باب الهوى الحدودي، حيث عبرت 10 شاحنات تحمل إمدادات من منظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف إلى إدلب من تركيا بعد ظهر الأربعاء.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور 13 عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية