«إنقاذ الطفولة»: وصول شحنة إنسانية تحمل إمدادات طبية لأطفال «النيل الأزرق»
الأولى رغم مرور 19 شهرًا على بدء النزاع
وصلت أول طائرة شحن إنسانية محملة بإمدادات طبية أساسية وأدوية منقذة للحياة إلى ولاية النيل الأزرق، لتكون الأولى منذ اندلاع النزاع في السودان قبل 19 شهرًا.
وذكرت منظمة “إنقاذ الطفولة” في بيان لها، مساء الأربعاء، أن هذه الشحنة تمثل بارقة أمل وسط أزمة إنسانية متفاقمة تطال ملايين السكان.
حملت الطائرة التي هبطت يوم الاثنين الماضي، أدوية ضرورية تشمل مضادات حيوية مثل الأموكسيسيلين المستخدم في علاج التهابات خطيرة كالتهاب الرئة.
وجرى توزيع الإمدادات على المستشفيات والعيادات الصحية بهدف تقديم الرعاية للأسر والأطفال الذين يواجهون ظروفًا صعبة في مناطق النزاع.
تفاقم أزمة النزوح والجوع
واجه السودان موجة نزوح غير مسبوقة جعلت منه أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، وأكدت التقارير أن أكثر من 11 مليون شخص نزحوا عن منازلهم منذ بدء النزاع، فيما يعاني نحو 25.6 مليون سوداني من الجوع الحاد، وهو ما يعادل نصف عدد السكان تقريبًا.
أشار المدير القطري المؤقت لمنظمة "إنقاذ الطفولة"، محمد عبد اللطيف، إلى النقص الحاد الذي عانت منه المرافق الصحية في الإمدادات الطبية والتغذوية. وقال: “سعدنا بوصول هذه الشحنة التي ستتيح للعائلات والأطفال فرصة الحصول على أدوية منقذة للحياة وخدمات صحية ضرورية".
استمرار جهود الإغاثة
نفذت المنظمة عمليات لوجستية مكثفة لتوزيع شحنات المساعدات التي تشمل أدوات مكافحة الكوليرا وإمدادات غذائية ودوائية أخرى، وأوضح عبد اللطيف أن التعاون مع لجنة الشؤون الإنسانية السودانية أسهم في تسريع نقل المساعدات إلى المناطق المتضررة، مشيرًا إلى أهمية استمرار التنسيق لضمان وصول الدعم إلى المحتاجين بأسرع وقت ممكن.
شهدت ولاية النيل الأزرق الأسبوع الماضي تصعيدًا في الأعمال القتالية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 5400 أسرة جديدة، انضم هؤلاء إلى أكثر من 406121 شخصًا نزحوا منذ بدء النزاع، وجميعهم بحاجة ماسة للمأوى، الغذاء، والخدمات الصحية.
التزام بدعم المتضررين
استمرت منظمة "إنقاذ الطفولة" في تقديم الدعم للسكان رغم التحديات الأمنية واللوجستية، وأدارت المنظمة تسعة مرافق صحية في ولاية النيل الأزرق، بينها اثنان يختصان بتقديم الخدمات الصحية للنازحين.
وبدأت المنظمة عملها في السودان عام 1983، ووسعت جهودها مؤخرًا لتشمل مجالات متعددة تشمل الصحة، والتغذية، والتعليم، وحماية الأطفال، والأمن الغذائي، وسبل العيش، كما امتد نشاطها إلى خارج الحدود لدعم اللاجئين السودانيين في مصر وجنوب السودان.
ودعت المنظمة إلى ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق لضمان تلبية احتياجات الفئات الأكثر تضررًا، وشدد عبد اللطيف على أن استمرار تقديم المساعدات يعتمد على توفير بيئة آمنة للعاملين في المجال الإنساني وتسهيل حركة الإغاثة في جميع أنحاء البلاد.