محكمة أمريكية تُلزم الشركة المالكة لـ«تيك توك» بسحب استثماراتها أو مواجهة الحظر
محكمة أمريكية تُلزم الشركة المالكة لـ«تيك توك» بسحب استثماراتها أو مواجهة الحظر
أيدت محكمة استئناف فيدرالية أمريكية، أمس الجمعة، قانونًا يُلزم شركة "بايت دانس" الصينية بسحب استثمارات تطبيق "تيك توك" من الولايات المتحدة بحلول أوائل العام المقبل أو مواجهة الحظر.
ونظرت المحكمة في الطعون القانونية المقدمة من تيك توك ومستخدميه ضد هذا القانون، والذي يُمهل بايت دانس حتى 2025 لبيع أصول التطبيق في الولايات المتحدة أو التعرض للحظر، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وتستند الطعون إلى أن القانون ينتهك التعديل الأول من الدستور الأمريكي الذي يضمن حرية التعبير.
ومع ذلك، قالت المحكمة إن القانون "نتيجة جهود طويلة من الكونغرس والإدارات الأمريكية المتعاقبة، ويهدف إلى مواجهة تهديدات الأمن القومي التي تمثلها الصين من خلال سيطرتها على التطبيق".
ترامب وبايدن أمام القرار
يضع القرار حاليًا مصير تيك توك في يد الرئيس الأمريكي جو بايدن أولًا، الذي يمكنه أن يمنح تمديدًا مدته 90 يومًا للموعد النهائي في 19 يناير، ثم يلي ذلك الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سيبدأ مهامه في 20 يناير.
وكان ترامب قد صرّح سابقًا بأنه لن يُسهل عملية حظر تيك توك خلال فترة حكمه، ما يضيف تعقيدات إضافية حول إمكانية تنفيذ القرارات القانونية الأمريكية.
بعد صدور الحكم، شهدت أسهم شركات منافسة مثل ميتا وألفابت ارتفاعًا ملحوظًا. حيث ارتفعت أسهم ميتا بنسبة 3% بينما حققت ألفابت (الشركة الأم لغوغل) ارتفاعًا بنسبة 1%.
ويرتبط هذا الارتفاع بمخاوف المستثمرين من تأثير الحظر المحتمل على تيك توك، ما يمنح الشركات المنافسة فرصة أكبر للاستحواذ على السوق الإعلاني الرقمي.
انتقادات لقرار الحظر
واعتبر مدافعون عن حرية التعبير أن القرار يمثل "سابقة معيبة وخطيرة"، حيث قال باتريك تومي، نائب مدير مشروع الأمن القومي في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، إن الحظر ينتهك التعديل الأول الذي يضمن حرية التعبير لملايين الأمريكيين الذين يستخدمون التطبيق.
وتستعد شركة بايت دانس وتيك توك لرفع القضية إلى المحكمة الأمريكية العليا، على أمل أن تُلغي المحكمة القرار بناءً على حماية التعديل الأول.
وترفض بايت دانس أي توجه لبيع تطبيق تيك توك، حتى إذا كان ذلك سيُجنبها الحظر. وتواجه الشركة تحديات كبيرة، إذ إن الخوارزمية التي تُعتبر جزءًا أساسيًا من نجاح التطبيق محمية بضوابط تصدير فرضتها الصين في 2020، ما يجعل عملية البيع شبه مستحيلة.
ويُشير الخبراء إلى أن بيع جزء من التطبيق من دون التوصل إلى السيطرة على تلك الخوارزمية سيُضعف قيمة الصفقة، ما يُصعب من قدرة بايت دانس على التكيف مع القرارات القانونية الأمريكية.
مستقبل التطبيق في خطر
يُظهر القرار الأخير ضبابية كبيرة حول مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة، في وقت يُعتبر فيه التطبيق منصة شهيرة يستخدمها نحو 170 مليون أمريكي.
ويُعزز القرار مخاوف الرقابة الحكومية المُحتملة، ما قد يُؤثر سلبًا على حرية التعبير الرقمية في الولايات المتحدة.
ووسط مشهد من التوترات السياسية والاقتصادية مع الصين، يبقى مصير التطبيق خاضعًا لقرارات قانونية وسياسية مُقبلة.