«فايننشال تايمز»: ارتفاع قياسي للحرارة يؤجج ظواهر مناخية غير مسبوقة

«فايننشال تايمز»: ارتفاع قياسي للحرارة يؤجج ظواهر مناخية غير مسبوقة
ارتفاع قياسي للحرارة - أرشيف

سجلت الوكالة الأوروبية لمراقبة الأرض ارتفاعًا غير مسبوق في درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ خلال شهر نوفمبر الماضي ما دفع الخبراء للتحذير من أن العالم يتجه نحو تسجيل عام دافئ قياسي.

ووفقا لتقرير نشرته "فايننشال تايمز"، اليوم الاثنين، أكدت بيانات برنامج "كوبرنيكوس" أن نوفمبر الماضي كان ثاني أكثر شهر دفئًا على الإطلاق، حيث وصلت درجات حرارة الهواء إلى 1.62 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وبلغ متوسط درجة حرارة سطح البحر 20.58 درجة مئوية، ما أدى إلى زيادة هطول الأمطار وحدوث فيضانات في مناطق عدة حول العالم، نتيجة لاحتفاظ الهواء الدافئ بكميات أكبر من الرطوبة.

فشل التأثير التبريدي للنينيا

فشل تأثير ظاهرة "النينيا" التبريدي، الذي كان يُتوقع أن يحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وصرحت نائبة مدير "كوبرنيكوس"، سامانثا بيرجيس، بأن هناك "يقينًا شبه تام" بأن عام 2024 سيحطم الرقم القياسي كأكثر الأعوام حرارة.

وبيّنت بيرجيس أن تجاوز درجة حرارة 1.5 درجة مئوية لهذا العام لا يعد انتهاكًا لاتفاقية باريس، التي تعتمد على متوسطات طويلة الأجل لعدة عقود.

وأظهرت بيانات الشهر الماضي اختلافات مناخية ملحوظة في مناطق عدة، حيث سجلت الولايات المتحدة الغربية، وشمال إفريقيا، وأقصى شرق روسيا درجات حرارة أكثر برودة من المعتاد.

أوضح جوليان نيكولا، وهو عالم بارز في "كوبرنيكوس"، أن هذه الموجة الباردة نتجت عن "انخفاضات" في التيار النفاث، الذي يعمل كحزام هوائي يتدفق من الغرب إلى الشرق حول العالم.

وشهدت بعض مناطق أوروبا الغربية موجات برد أيضًا، إذ دفع التيار النفاث الهواء القطبي نحو القارة، بينما تدفق الهواء الاستوائي الدافئ إلى مناطق أخرى.

اتجاه تصاعدي للحرارة العالمية

رغم هذه التقلبات، أكد العلماء أن الاتجاه العام لارتفاع درجات الحرارة يواصل التصاعد بسبب الانبعاثات المستمرة للغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.

وعلّق نيكولا، قائلاً: “تغير المناخ مستمر، حيث لم يعد الهواء القادم من المناطق القطبية باردًا كما كان، والهواء الاستوائي بات أكثر دفئًا.”

وأشارت أبحاث منشأة "يوراك" الإيطالية إلى تراجع تساقط الثلوج في جبال الألب بنسبة 34% بين عامي 1920 و2020، لوحظ هذا الانخفاض بشكل خاص بعد عام 1980، حيث أصبحت الثلوج تتحول إلى أمطار في الارتفاعات المنخفضة.

فيضانات وأعاصير

شهدت مناطق عديدة، مثل الولايات المتحدة وأستراليا وأمريكا الجنوبية، هطول أمطار غير اعتيادية، وأدت الأعاصير في غرب المحيط الهادئ إلى أمطار غزيرة في آسيا، ما أجبر مليون شخص على إخلاء منازلهم في الفلبين بعد أن ضرب إعصار جزيرة لوزون.

وأسهم ارتفاع حرارة البحار في تكثيف هطول الأمطار نتيجة لتبخر كميات كبيرة من المياه من سطح المحيط، سجل متوسط درجة حرارة سطح البحر في نوفمبر 20.58 درجة مئوية، بفارق 0.13 درجة مئوية فقط عن أعلى درجة مسجلة في العام السابق.

أضرار في أوروبا

شهدت مناطق مثل شرق إسبانيا، وجنوب المملكة المتحدة، ومنطقة البلقان هطول أمطار غزيرة، تسببت العاصفة "بيرت" في دمار واسع في ويلز واسكتلندا وإنجلترا، ما أثار دعوات لتعزيز الإنفاق على مشروعات الدفاع ضد الفيضانات.

واختتمت "فايننشال تايمز" تقريرها، مؤكدة أن هذا المشهد العالمي يجسد تحذيرات العلماء بشأن ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للتغير المناخي وحماية الأجيال القادمة من كوارث بيئية متزايدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية