عيسى عمرو.. شباب فلسطين.. ضد العنف.. ضد المستوطنات

عيسى عمرو.. شباب فلسطين.. ضد العنف.. ضد المستوطنات
الناشط الفلسطيني عيسى عمرو

في الثامن من هذا الشهر قصد القنصل الفرنسي العام في القدس نيكولاس كاسيانيديس وممثل جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى فلسطين أوليفر أوفتشا منزل الناشط الفلسطيني والحقوقي عيسى عمرو، في حي تل الرميدة بمدينة الخليل في الضفة الغربية، من أجل منحه الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون، لكنهما لم يكملا الطريق بعدما استوقفتهما قوات الاحتلال على أحد الحواجز في مدخل شارع الشهداء، وهناك تسلم عيسى جائزته في صورة أيقونية تشهد على مدى القمع الذي يواجهه سكان الضفة من الفلسطينيين.

منزل الناشط الذي يبعد مئات الأمتار عن الحاجز حظي في الشهور الماضية بطبيعة خاصة في الحي الذي يقيم فيه مئات المستوطنين الإسرائيليين، فقبل أسابيع أجبرت طائرة مسيرة إسرائيلية وفداً صحفياً على مغادرة المنزل خوفاً من هجوم إسرائيلي، بينما كان صاحب المنزل ينظر إليها مبتسماً فهو مشهد معتاد بالنسبة له.

عيسى قضى السنوات الماضية في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الضفة ومواجهة عمليات الاستيطان المستمرة من الاحتلال، متبنيًَا اللاعنف، ممارسًا جهودًا كبيرة في تنبيه المجتمع الدولي إلى خطر الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة، باعتبارها تؤدي إلى إعاقة أي جهود تبذل للدفع نحو الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقبل أسابيع أيضاً فاز ناشط بجائزة نوبل البديلة لعام 2024، وفق ما أعلنته اللجنة المشرفة على الجائزة في العاصمة السويدية ستوكهولم، والتي قالت إنها "منحت الجائزة إلى عيسى عمرو مؤسس تجمع شباب ضد الاستيطان في الخليل، لتفانيه في الدفاع عن حقوق شعبه وعن صموده في وجه الاحتلال والاستيطان ونجاحه للوصول إلى المجتمعات العالمية لفضح انتهاكات حقوق الإنسان".

بينما وجّه هو رسالة عقب الفوز قال فيها "أعتبر فوزي بالجائزة فوزاً لحقوق الشعب الفلسطيني في العدل والمساواة والحرية وتقرير المصير، وفوزاً للقضية الفلسطينية العادلة، هذه الجائزة جاءت في أصعب فترة يعيشها الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، وأنا للأسف لا أستطيع الاحتفال بهذه الجائزة".

وأهدى عمرو الجائزة لنساء وأطفال فلسطين وخاصة في قطاع غزة الذين يعانون من التطهير العرقي وحرب الإبادة ويدفعون ثمناً باهظاً لا يتحمله أحد.

عيسى يبلغ من العمر 44 عاماً تعرض خلالها للاعتقال والتعذيب عدة مرات من قِبل إسرائيل، حتى أصبح يرى في كونه لا يزال حياً معجزة، وكيف لا وقد بلغت مرات اعتقاله في عام واحد أكثر من 20 مرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتعرض في 2024 لمحاولة اغتيال على يد مجهولين.

الناشط الذي سبق أن فاز بجائزة "المدافع عن حقوق الإنسان للعام في فلسطين" من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان 2010 وُلد في مدينة الخليل عام 1980، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة البوليتكنك في الخليل، ومن هنا بدأ انخراطه في المشهد الحقوقي والسياسي، فعندما أغلق الاحتلال الجامعة قاد حركة عصيان مدني أدت إلى إعادة فتح الجامعة وحصل على دبلوم عالٍ في القيادة والتنظيم من جامعة هارفارد.

وأسس بعد ذلك منظمة "شباب ضد المستوطنات" وشارك في بيت الحرية في واشنطن وجمعية فنانون مناصرون للخليل في ألمانيا، ومؤسس حركة التضامن الدولية في الخليل.

لم يتبنَّ عيسى العنف أبداً طوال سنوات نشاطه على الرغم من العنف الذي كان يقابل به من قوات الاحتلال والمستوطنين "لقد قضيتُ حياتي كلها مؤمنًا باللاعنف، وما زلت مؤمنًا به".

دفع عيسى أيضًا ثمنًا كما سكان غزة لعملية السابع من أكتوبر، ففي اليوم التالي لسبعة أكتوبر وعندما عاد إلى منزله وجد مجموعة من المستوطنين يعتدون عليه وقاموا بتقييده وتسليمه لجنود الاحتلال، ويصف عيسى ما جرى له قائلًا: "ضربوني، ووجهوا البنادق نحوي، وغنّوا وصوروني بهواتفهم المحمولة وهم يهددونني، ولم يُظهروا أي رحمة، ثم أرسلوني إلى منزلي، ومنعوني من المغادرة لمدة أسبوع، حتى لشراء الطعام".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية