الأمم المتحدة: الهجمات على مستشفيات غزة تزيد معاناة المدنيين
الأمم المتحدة: الهجمات على مستشفيات غزة تزيد معاناة المدنيين
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من التأثير المدمر للهجمات المتكررة على المستشفيات في شمال غزة، مؤكداً أن الوضع يفاقم معاناة المدنيين المحاصرين.
وأشار المكتب في تقريره الصادر، أمس الثلاثاء، إلى أن اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى الإندونيسي أدى إلى إخلائه بالكامل، منوها أنه خلال الأيام الماضية، تكررت الهجمات على مستشفيي العودة وكمال عدوان، المرفقين الصحيين الوحيدين اللذين لا يزالان يعملان جزئياً في غزة. وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
ونوه المكتب الأممي إلى أن الحصار الإسرائيلي على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا بشمال غزة مستمر منذ 79 يوماً، مما أدى إلى تدهور الظروف الإنسانية بشكل حاد.
جهود يومية للوصول للمحاصرين
وأضاف أنه رغم الجهود الأممية اليومية للوصول إلى المحاصرين، فقد رفضت السلطات الإسرائيلية 48 من أصل 52 محاولة لتنسيق المساعدات خلال ديسمبر الجاري.
وأوضح التقرير أن الموافقات المحدودة التي حصلت عليها الأمم المتحدة تعثرت بسبب العقبات الميدانية، ما فاقم الوضع الإنساني.
ومنذ تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، أخفقت الأمم المتحدة في تنفيذ أي محاولة للوصول الإنساني بشكل كامل في شمال غزة، وأكد المكتب أن نحو 80% من أراضي القطاع تخضع حالياً لأوامر إخلاء نشطة.
وفي آخر التطورات، قُدرت أعداد الأسر المتأثرة في شرق غزة بنحو 5000 أسرة، حيث شوهدت مئات العائلات تتحرك غرباً بعد تلقي أوامر إخلاء جديدة.
أزمة غذاء وارتفاع أسعار
كشف تقرير أممي أن 90% من الأسر في وسط وجنوب غزة تعاني من تراجع إضافي في القدرة على الوصول إلى الغذاء مقارنة بالشهر الماضي، نتيجة نقص التوافر وارتفاع الأسعار، وأفاد التقرير بأن الخبز والبقوليات هي المكونات الغذائية الوحيدة المتاحة للأسر للشهر الثالث على التوالي.
وفي محاولة لتخفيف الأزمة، وزعت الأمم المتحدة وشركاؤها 420 ألف وجبة مطبوخة يومياً في المناطق الجنوبية، حيث يعيش حالياً نحو 1.7 مليون شخص.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد نحو 45.300 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.