الأمم المتحدة: العنف في غزة يدمر البنية التحتية ويهدد حياة المدنيين
الأمم المتحدة: العنف في غزة يدمر البنية التحتية ويهدد حياة المدنيين
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن غزة باتت أخطر مكان لتقديم المساعدات الإنسانية في العالم، موضحاً أن القيود الإسرائيلية وانهيار حكم القانون في القطاع جعلا من إيصال المساعدات أمرًا شبه مستحيل، رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وأشار فليتشر -في بيان أمس الاثنين- إلى أن أكثر من مئة طلب للوصول إلى شمال غزة تم رفضه منذ أكتوبر الماضي، في ظل نهب مسلح للإمدادات الإنسانية من قبل العصابات، ما يعمق معاناة السكان. وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأوضح أن العنف المستمر حوّل المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض، فيما أدى حصار شمال غزة إلى خطر المجاعة، وأنه مع اكتظاظ جنوب القطاع، باتت ظروف المعيشة مأساوية مع اقتراب فصل الشتاء.
وشدد المسؤول الأممي على أن الغارات الجوية الإسرائيلية طالت حتى المناطق التي نقل السكان إليها بأوامر إسرائيلية، ما تسبب في دمار واسع النطاق وموجات نزوح جديدة.
محاولات إنسانية تواجه عراقيل
وذكر أنه رغم التحديات، تمكنت بعثتان إنسانيتان فقط من دخول شمال غزة خلال ديسمبر الجاري، حيث وزعتا مواد غذائية ووقودًا ودماءً لمستشفى كمال عدوان، ومع ذلك، أعرب السكان عن مخاوف من تصاعد الهجمات بعد تلقي المساعدات، كما حدث سابقًا.
وأفادت الأمم المتحدة بأن قافلة مكونة من 66 شاحنة تعرضت للنهب أثناء محاولتها إيصال المساعدات، مما أدى إلى خسارة 23 شاحنة.
ودعا فليتشر المجتمع الدولي إلى الضغط لحماية المدنيين وتطبيق القانون الإنساني الدولي، مشيدًا بجهود العاملين الإنسانيين الذين يواصلون تقديم الخدمات رغم المخاطر الهائلة، كما طالب بالإفراج عن جميع الرهائن وضمان استمرار عمل وكالة الأونروا الحيوي.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.200 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.