9 ملايين شخص يختنقون بالضباب الدخاني السام في هانوي

9 ملايين شخص يختنقون بالضباب الدخاني السام في هانوي
انتشار الضباب الدخاني السام في هانوي

تواجه العاصمة الفيتنامية هانوي أزمة بيئية حادة، حيث يعاني الملايين من السكان من هواء ملوث يجعل التنفس تحديًا يوميًا. 

ونقلت صحيفة “مترو”، اليوم الثلاثاء، عن تقارير حديثة تفيد بارتفاع مستويات الجسيمات الدقيقة السامة (PM2.5) إلى مستويات خطيرة، حيث بلغت 266 ميكروغرامًا لكل متر مكعب صباح الجمعة الماضي، ما يجعل المدينة تتصدر قائمة المدن الأكثر تلوثًا عالميًا وفقًا لتطبيق AirVisual.

تداعيات صحية خطيرة

وتُعد الجسيمات الدقيقة (PM2.5) من أخطر ملوثات الهواء، إذ يمكنها التسلل إلى الرئتين والدخول إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي والقلب. 

وعلى الرغم من اتخاذ السكان تدابير مثل ارتداء الكمامات وتقليل الوقت في الهواء الطلق، فإن الشكاوى من صعوبة التنفس تتزايد، خاصة مع استمرار الضباب السام الذي أصبح سمة دائمة في فصل الشتاء.

تعود مستويات التلوث العالية في هانوي إلى عدة عوامل، أبرزها حركة المرور الكثيفة، حيث تشهد المدينة ازدحامًا مستمرًا بالمركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري، والأنشطة الصناعية التي تتسبب في انبعاثات كبيرة، وحرق النفايات، والذي يزيد من تركيز الجسيمات الضارة في الهواء.

تحركات حكومية محدودة

تسعى السلطات الفيتنامية لمعالجة الأزمة من خلال تسريع التحول إلى وسائل نقل كهربائية. 

وأعلن نائب رئيس الوزراء تران هونغ ها خلال اجتماع مع وزارة النقل عن خطط لتحويل 50% من الحافلات و100% من سيارات الأجرة إلى كهربائية بحلول عام 2030.

ورغم هذه الجهود، يؤكد الخبراء ضرورة تبني إجراءات شاملة وسريعة تشمل تعزيز القوانين للحد من الانبعاثات الصناعية، وتحسين البنية التحتية للنقل العام، وتوسيع المساحات الخضراء داخل المدينة.

أبعاد إقليمية للأزمة

تأتي هانوي ضمن قائمة المدن الكبرى التي تعاني من التلوث في آسيا، بجانب دلهي في الهند، وسراييفو في البوسنة والهرسك، ودكا في بنغلاديش. 

وتشير هذه الأزمة إلى التحديات البيئية المشتركة التي تواجه الاقتصادات النامية نتيجة للنمو السريع دون ضوابط بيئية كافية.

ومع استمرار تدهور جودة الهواء في هانوي، يتعين على السلطات تعزيز الجهود لضمان بيئة صحية ومستدامة للسكان. 

وتبقى الحاجة ملحة لتعاون دولي ودعم تقني لمعالجة أزمة تلوث الهواء التي لا تهدد فيتنام وحدها، بل تمثل خطرًا عالميًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية