السورية دعاء الزامل.. من قسوة البحر إلى الدفاع عن حقوق اللاجئين
السورية دعاء الزامل.. من قسوة البحر إلى الدفاع عن حقوق اللاجئين
عندما اندلعت الثورة السورية في درعا عام 2011، كانت الشابة دعاء الزامل في طليعة المشاركين رغم مخاوف أسرتها على سلامتها، ومع تصاعد العنف ضد المتظاهرين، اضطرت الأسرة للفرار مثل ملايين السوريين، في رحلة محفوفة بالمخاطر، انتهت بدعاء في السويد بعد مأساة إنسانية لا تُنسى.
في عام 2015، خاضت دعاء رحلة عبر البحر المتوسط هربًا من الظروف الصعبة التي تعيشها، كان القارب الذي استقلته مع خطيبها باسم يحمل أكثر من 500 شخص من النازحين والمهاجرين، لكنه انقلب بفعل مجموعة من المهاجمين، تاركًا الناجين في مواجهة الموت، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
لم تكن دعاء تعرف السباحة، لكن تشبثت بحياة الطفلتين اللتين عهدت عائلتاهما بهما إليها قبل غرقهما، معتمدة على عوامة أطفال متهالكة لمدة أربعة أيام في البحر، وقالت دعاء: "كنت أقرأ القرآن وأدعو الله، متشبثة بالأمل رغم البرد والجثث من حولي".
من الفقد للنضال
بعد أربعة أيام، أنقذت باخرة دعاء و10 ناجين آخرين، لكن واحدة من الطفلتين توفيت، خلال وجودها في المستشفى، تمكنت من تحديد هوية الطفلة الناجية وتسليمها إلى عمها.
رغم الألم والفقد، أكملت دعاء رحلتها إلى السويد، حيث ساعدتها مفوضية اللاجئين على جمع شمل أسرتها، لتبدأ حياة جديدة مع تعليم أشقائها وتعلم اللغة السويدية.
ناشطة حقوقية
عملت دعاء كمساعدة معلم لسنوات، لكنها الآن تكرس وقتها للمشاركة في المؤتمرات وتسليط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين وحقوقهم، وتقول دعاء: "نحن السوريون شعب واعٍ ومثقف، لدينا الأمل في بناء مستقبل أفضل لسوريا، سواء من الداخل أو من الخارج".
وتعبر دعاء عن شغفها بالمساهمة في إعادة بناء سوريا، قائلة: "سوريا تحتاج إلى الكثير لنمحو الدمار ونلونها باللون الأخضر، نحن الأمل والمستقبل، ونستحق أن نعيش بأمان وسلام".
قصة دعاء الزامل هي شهادة على قوة الإرادة والصمود في وجه أصعب التحديات، وهي دعوة مفتوحة للعالم للتضامن مع اللاجئين وتحقيق السلام الذي يتطلع إليه ملايين السوريين.