غوتيريش يحذّر من صراعات وتفاوتات وأزمة مناخ تهدد مستقبل البشرية

غوتيريش يحذّر من صراعات وتفاوتات وأزمة مناخ تهدد مستقبل البشرية
غوتيريش أمام الأمم المتحدة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن العالم يمر بحالة اضطراب عميقة، مشيرًا إلى أن أفعال البشرية أو تقاعسها أطلقت العنان لما أسماه بـ"شرور صندوق باندورا الحديث".

وحذّر غوتيريش من أربع قضايا رئيسية تهدد بقاء البشرية، تتمثل في الصراعات المستمرة، والتفاوتات الاجتماعية المتفاقمة، وأزمة المناخ المتصاعدة، والتكنولوجيا الخارجة عن السيطرة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، بمناسبة احتفال الأمم المتحدة بثمانين عامًا من تأسيسها شدد غوتيريش على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا، واصفا المنظمة الأممية بأنها تمثل "الضمير العالمي" وقوة بناء في عالم يهدد نفسه بالتدمير.

وأشار إلى التقدم المحرز في بعض القضايا العالمية، مثل تعزيز تعليم الفتيات وزيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة، كما أضاء على تطورات إيجابية في الشرق الأوسط، منها وصول المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة إلى مراحلها النهائية، وانتخاب رئيس للبنان بعد أكثر من عامين من الجمود السياسي.

وقال غوتيريش: "لدينا الخطط اللازمة لمواجهة هذه التحديات، لسنا بحاجة لإعادة اختراع العجلة، بل لتحريكها".

أزمات الشرق الأوسط

وتحدث أنطونيو غوتيريش عن الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة تحمل بارقة أمل، لكنه حذر من استمرار المعاناة الفلسطينية والانتهاكات التي تهدد أي فرصة لتحقيق حل الدولتين.

وأعرب عن أمله في أن تشهد سوريا مستقبلًا شاملًا وسلميًا، ودعا إيران إلى اتخاذ خطوات واضحة للتخلي عن برامج الأسلحة النووية، كما أكد على ضرورة تعزيز الاستقرار في لبنان والعمل على تحقيق أمن دائم في المنطقة.

وأضاف: "في جميع أنحاء المنطقة، يجب أن نحرم المتطرفين من حق النقض ضد مستقبل سلمي".

التفاوتات العالمية

شدد غوتيريش على أن التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية تمثل إشارة واضحة لخلل في الأنظمة العالمية، داعيًا إلى تسريع العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وسد فجوة التمويل السنوية التي تبلغ أربعة تريليونات دولار.

وأكد أهمية القضاء على الفقر، وتعزيز الأمن الغذائي، والتعليم للجميع، والطاقة النظيفة، مع التركيز على دعم إفريقيا والبلدان النامية من خلال إصلاح المؤسسات المالية العالمية وضمان تمثيل عادل لها.

أزمة المناخ

حذر غوتيريش من التهديد الوجودي الذي تمثله أزمة المناخ، داعيًا إلى التخلص السريع من الوقود الأحفوري وتقديم تمويل عادل للمناخ، وقال: "يجب أن تبلغ الانبعاثات العالمية ذروتها هذا العام، ثم تنخفض بسرعة لضمان الحفاظ على هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية".

وأشار إلى أهمية تقديم خطط مناخية وطنية جديدة تتوافق مع هذا الهدف، مؤكدًا أن العبء الأكبر للتغير المناخي يقع على كاهل الفئات الأكثر ضعفًا، وليس الشركات الكبرى المستفيدة.

التكنولوجيا في خدمة الإنسانية

وفي ما يتعلق بالتكنولوجيا، دعا غوتيريش إلى تعزيز الوصول العادل للمعرفة والابتكارات في الذكاء الاصطناعي، مقترحًا إنشاء لجنة علمية دولية مستقلة للذكاء الاصطناعي.

وشدد على أهمية وضع أطر أخلاقية لضمان أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسانية، ودعم الدول النامية في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة.

واختتم غوتيريش خطابه بالدعوة إلى التمسك بالأمل والعمل على تحويله إلى واقع ملموس، وقال: "رغم كل التحديات، يجب أن نبني عالمًا أكثر سلامًا وعدالة وازدهارًا، الأمل يجب أن يكون محركنا، والعمل سبيلنا لتحقيقه".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية