فولكر تورك: الهجمات ذات الدوافع العرقية تهدد حياة الآلاف في السودان

فولكر تورك: الهجمات ذات الدوافع العرقية تهدد حياة الآلاف في السودان
فولكر تورك المفوض السامى لحقوق الإنسان

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من خطورة تصاعد الصراع في السودان وتأثيره الكارثي على المدنيين، عقب تقارير تفيد بمقتل العشرات في هجمات ذات دوافع عرقية بولاية الجزيرة، كما أشار إلى اقتراب معركة كبيرة للسيطرة على العاصمة الخرطوم.

وقال تورك في بيان صدر، الجمعة: "إن معركة السيطرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حولت السودان إلى ساحة حرب مدمرة، حيث أصبحت الهجمات العرقية على المدنيين مشهداً مألوفاً"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

جرائم حرب 

أعرب تورك عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور في السودان، مشيراً إلى وجود أدلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم أخرى بشعة، وأضاف: "الوضع يزداد سوءاً، مع تصاعد الهجمات المباشرة ضد المدنيين، مما يجعل الأزمة أكثر فتكاً".

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فقد وثق الأسبوع الماضي مقتل 21 شخصاً على الأقل في هجومين بولاية الجزيرة، مع احتمالية أن تكون الأعداد الفعلية أعلى.

ونوه البيان أنه في 10 يناير الجاري، قتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين في مخيم الطيبة، وتم اختطاف 13 امرأة ورجل واحد، كما أحرقت المنازل، ونُهبت الممتلكات، ما أدى إلى نزوح عشرات الأسر، وفي اليوم التالي، قُتل 13 مدنياً، بينهم طفلان، في هجوم آخر على مخيم خمسة.

دعوات لوقف القتال

ودعا فولكر تورك قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال فوراً، مؤكداً أن هذه الجرائم تنتهك القوانين الدولية.

وشدد على ضرورة حماية المدنيين، قائلاً: "الهجمات ضد المدنيين يجب أن تتوقف، واحترام القانون الدولي الإنساني هو التزام لا يمكن تجاوزه".

ومع استمرار العنف، تتفاقم مأساة المدنيين في السودان، مما يدفع الأمم المتحدة إلى دعوة الأطراف كافة لتحمل مسؤولياتها الإنسانية ووقف هذه الحرب التي لا تزال تحصد أرواح الأبرياء.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية