احتفالات في الضفة الغربية بإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين ضمن صفقة مع إسرائيل
احتفالات في الضفة الغربية بإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين ضمن صفقة مع إسرائيل
هتفت حشود فلسطينية، فجر اليوم الاثنين، في بلدة بيتونيا بالضفة الغربية المحتلة، احتفاءً بإطلاق سراح 90 معتقلًا فلسطينيًا ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ورافقت الحافلتين، اللتين أقلّتا غالبية من النساء والأطفال، مشاهد احتفالية تخللتها المفرقعات وأصوات الزغاريد، بينما رفع الحضور أعلام فلسطين وحركة حماس وسط هتافات تمجّد كتائب عز الدين القسام، وفق وكالة "فرانس برس".
وأعلنت إسرائيل تنفيذ هذه الخطوة كجزء من المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة مع حماس، الذي أفرجت بموجبه الحركة عن ثلاث إسرائيليات احتُجزن في قطاع غزة لأكثر من 15 شهرًا.
ومن المقرر أن تستمر هذه المرحلة 42 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل 1900 معتقل فلسطيني، مع التزام الطرفين بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
مشاعر الفرح والدموع
استقبلت بلدة بيتونيا 78 معتقلًا ومعتقلة، بينما وصلت دفعة أخرى إلى مدينة القدس، وعبّرت فتاة تبلغ من العمر 18 عامًا عن فرحتها الغامرة بلقاء والدتها التي أفرج عنها بعد اعتقال دام عامًا بتهمة "التحريض" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت الفتاة، التي لم تكشف عن اسمها، "سأعانقها على الفور.. سيكون لقاءً مليئًا بالدموع".
ومن بين المُفرج عنهم برزت شخصيات معروفة، مثل خالدة جرار من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي بدت عليها علامات التعب وشعرها الأبيض، ودلال وفاطمة العاروري، شقيقتا القيادي الراحل في حركة حماس صالح العاروري، الذي قُتل في غارة إسرائيلية في بيروت مطلع العام الجاري.
فرحة ممزوجة بالحزن
ورغم مشاعر الفرح، عبّر بعض الحضور عن الحزن على من تبقى خلف القضبان، ووصف محمد عوض، الذي جاء مع عائلته لاستقبال ابنته أشواق، المعتقلة منذ 5 أشهر، الفرحة بـ"المنقوصة"، مشيرًا إلى "الثمن الباهظ" الذي دفعه الفلسطينيون خلال الحرب الأخيرة، حيث قُتل أكثر من 46 ألف شخص في قطاع غزة.
تحدث عدي، أحد المعتقلين السابقين، عن معاناته وابنه الذي لا يزال قيد الاعتقال، معبّرًا عن أمله في أن تشمل الصفقة المقبلة أسماء المزيد من المعتقلين.
وقال عدي: "لا يمكنك التفكير بنفسك فقط. أريد الاحتفال بجميع عمليات الإفراج الليلة. فأنا أعرف كيف يكون الأسر".
ومع استمرار صفقة التبادل، تتجدد آمال الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم في الحرية، وسط مطالبات دولية بمزيد من الخطوات التي تخفف من معاناة المدنيين وتُعزز احتمالات التهدئة المستدامة.