بعد قرار ترامب تعليقها.. 204 دول ومناطق تتلقى مساعدات أمريكية
بعد قرار ترامب تعليقها.. 204 دول ومناطق تتلقى مساعدات أمريكية
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، تعليق جميع برامج المساعدات الخارجية الأمريكية بشكل مؤقت لمدة 90 يومًا.
وقال ترامب، إن الهدف من القرار هو إجراء مراجعات شاملة لتقييم مدى توافق هذه المساعدات مع سياسات الولايات المتحدة، وتحديد فعالية الأنشطة والمشاريع التي تمولها. وفق قناة "الحرة" الأمريكية.
وأصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا في اليوم الأول بعد عودته إلى البيت الأبيض، الذي ينص على تعليق جميع التزامات المساعدات الإنمائية الخارجية، وإيقاف صرف الأموال المتعلقة بها.
ويشمل القرار المساعدات المقدمة للدول الأجنبية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية، وسيتعين على كافة الإدارات والوكالات المعنية ببرامج المساعدات الأجنبية إيقاف تنفيذ مشاريع جديدة لحين مراجعة شاملة.
مراجعة المساعدات الخارجية
يستند القرار إلى اعتقاد بأن المساعدات الخارجية وبيروقراطيتها لا تتماشى مع المصالح الأمريكية، بل قد تتناقض مع القيم الوطنية وتساهم في تقويض الاستقرار العالمي.
وسوف يتم تنفيذ هذه المراجعة تحت إشراف مكتب الإدارة والميزانية، مع منح وزير الخارجية، بالتشاور مع المكتب، صلاحية اتخاذ القرار النهائي بشأن كل برنامج.
ويشمل القرار أيضًا بندًا يسمح بإعفاء بعض البرامج من التعليق إذا كان من الضروري استئنافها قبل نهاية فترة الـ90 يومًا.
تُعد المساعدات الخارجية أداة أساسية في السياسة الأمريكية، حيث تقدم موارد إلى الدول التي تمر بصراعات أو التي تفتقر إلى التنمية الاقتصادية.
وتُدار هذه المساعدات من خلال عدة وكالات أمريكية، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ووزارات الخارجية والزراعة والصحة، وتوجه إلى مجالات متنوعة كالصحة، والتعليم، والإنماء الاقتصادي، والمساعدات الإنسانية.
حجم المساعدات الخارجية
أظهرت الأرقام الخاصة بإدارة الرئيس السابق جو بايدن أن الولايات المتحدة خصصت 68 مليار دولار للمساعدات الخارجية في السنة المالية 2023، موزعة على 204 دول ومناطق.
وتستحوذ التنمية الاقتصادية على النصيب الأكبر من هذه المساعدات، تليها المساعدات الإنسانية وبرامج السلام والأمن، وشهدت الفترة الأخيرة انكماشًا في النسبة المخصصة للمساعدات العسكرية، مع تزايد المساعدات الاقتصادية.
ومن غير الواضح حتى الآن مدى تأثير هذا القرار على المساعدات المقدمة لبعض أكبر الدول المتلقية، مثل إسرائيل، ومصر، والأردن، حيث إن هذه المساعدات تم تخصيصها مسبقًا في حزم طويلة الأجل، ويتوقع أن تستمر بشكل طبيعي أو تتأثر بشكل طفيف.
نظرة تاريخية للمساعدات
شهدت سياسة المساعدات الأمريكية تغييرات كبيرة منذ الثمانينيات، حيث تزايد الإنفاق في بعض الفترات نتيجة للأزمات السياسية والعسكرية، ثم انخفضت المساعدات في فترات أخرى بسبب تقليص الميزانية أو تغير الأولويات السياسية.
وقد كانت إدارة ترامب الأولى من أبرز الإدارات التي قدمت اقتراحات لتخفيض الإنفاق على المساعدات الخارجية.
أكبر مانح للمساعدات
وتبقى إشكالية ما إذا كانت أمريكا ستظل تحتفظ بموقعها كأكبر مانح للمساعدات الدولية، رغم أنها تقدم أقل من 1% من ناتجها المحلي الإجمالي مقارنة بالدول الأوروبية.
ورغم حجم مساعداتها الكبير، لا تزال أمريكا في المرتبة 26 على مستوى العالم من حيث نسبة المساعدات إلى دخلها القومي.
ويظهر القرار الأخير للرئيس ترامب حالة من التشدد في الموقف تجاه المساعدات الخارجية، وتأكيدًا على ضرورة توجيه الموارد الأمريكية بشكل يتماشى مع المصالح الوطنية، بينما يتبقى التقييم النهائي لما إذا كان هذا التوجه سيؤثر بشكل كبير على السياسة الأمريكية في هذا المجال أم لا.