بدء عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة بعد اتفاق بين إسرائيل وحماس

بدء عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة بعد اتفاق بين إسرائيل وحماس
عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة

بدأ آلاف الفلسطينيين صباح الاثنين، العودة إلى شمال قطاع غزة بعد فترة نزوح طويلة، وذلك عقب اتفاق تم التوصل إليه بين حركة حماس وإسرائيل.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزارة الداخلية في غزة بدء عبور النازحين عبر حاجز نتساريم الواقع على شارع الرشيد الذي يمتد بمحاذاة الساحل، وظهرت مشاهد النازحين وهم يدفعون عربات محمّلة بالأمتعة عائدين إلى منازلهم المدمرة أو تلك التي سلمت من الدمار.

وأوضحت مصادر محلية أن إسرائيل كانت قد منعت، قبل يوم واحد، عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من العودة إلى مناطقهم في شمال القطاع، مبررة ذلك بعدم إطلاق سراح الرهينة المدنية أربيل يهود، التي وصفتها بأنها أولوية ضمن مفاوضات الاتفاق.

تفاصيل الاتفاق

شهد الاتفاق الأخير بين إسرائيل وحماس تقدمًا واضحًا، حيث أُعلن عن إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

ووفقًا للبيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شملت المرحلة الأولى الإفراج عن أربيل يهود، والجندية أغام بيرغر، بالإضافة إلى رهينة أخرى يوم الخميس.

وتم تحديد موعد إطلاق سراح 3 رهائن آخرين السبت، ضمن خطة تنص على الإفراج عن 33 رهينة مقابل حوالي 1900 أسير فلسطيني على مراحل متعددة.

وأكدت حماس من جهتها أنها قدمت قوائم تضم أسماء جميع الرهائن، سواء الأحياء أو القتلى، إلى الوسطاء المصريين والقطريين، لضمان تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل.

مقترح نقل السكان

في تطور آخر، أثار مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن جدلًا واسعًا، حيث نددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالفكرة، واعتبرتا أنها محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرًا، مؤكدتين رفضهما لهذه الخطط التي وصفتها الجهاد الإسلامي بأنها تشجع على "جرائم حرب".

من جهته، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه القاطع لأي مقترح يهدف إلى تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن أرضهم، ودعا عباس الدول العربية والأوروبية للتدخل الفوري لوقف أي محاولات تهدد وجود الفلسطينيين على أرضهم.

أدى النزاع الأخير الذي بدأ في أكتوبر 2023 إلى سقوط أكثر من 47 ألف شهيد في غزة، معظمهم من المدنيين، وفق إحصاءات وزارة الصحة في القطاع، وفي الجانب الإسرائيلي، بلغت حصيلة القتلى 1210 أشخاص، بينهم مدنيون وعسكريون.

مخاوف من تصعيد جديد

استمرت التوترات بين الجانبين وسط مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وأعلنت إسرائيل أن حركة حماس ارتكبت خرقين أساسيين في الاتفاق عندما لم تسلم الرهينة أربيل يهود، ولم تقدم القائمة الكاملة للرهائن كما تم الاتفاق عليه.

ورغم هذه الخلافات، عاد النازحون الفلسطينيون إلى منازلهم وسط أمل بتثبيت التهدئة وتخفيف معاناتهم اليومية، بعد أكثر من عام على الصراع الذي أودى بحياة الآلاف ودمر البنية التحتية للقطاع.

تتواصل الجهود الدولية لتهدئة الوضع في غزة، إلا أن المعاناة الإنسانية لا تزال واضحة، مع استمرار نقص المياه والكهرباء والمواد الغذائية في القطاع، ومع دخول اتفاق التهدئة أسبوعه الثاني.

وتبقى القضية الفلسطينية محورًا للقلق الدولي، وسط مطالبات بضمان حقوق الفلسطينيين ورفض أي محاولات لتهجيرهم من أرضهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية