محاكمة جندي أمريكي سابق في ألمانيا بتهمة قتل مراهقة
محاكمة جندي أمريكي سابق في ألمانيا بتهمة قتل مراهقة
بدأت محكمة ألمانية، اليوم الاثنين، جلسات محاكمة جندي أمريكي سابق، يبلغ من العمر الآن 70 عامًا، بتهمة قتل طالبة ألمانية في عام 1978، حيث وقعت الجريمة في مدينة شفاينفورت بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، عندما كان المتهم يبلغ من العمر 24 عامًا ويعمل ضمن القوات الأمريكية المتمركزة هناك.
ووفقا لوكالة فرانس برس"، اتهم الادعاء الرجل بطعن الضحية، التي كانت حاملاً، 14 طعنة مميتة، بهدف إخفاء العلاقة التي جمعته بها، وأوضحت لائحة الاتهام أن الجريمة كانت مدفوعة بمحاولة التستر على تداعيات هذه العلاقة.
وبعد تنفيذ الجريمة، لم تُوجه أصابع الاتهام المباشرة للمتهم لعدة عقود، ما أدى إلى بقاء القضية دون حل لفترة طويلة.
القبض على المتهم بعد عقود
اعتقلت السلطات الأمريكية المتهم في ولاية نبراسكا عام 2023 بعد أن تمكنت الشرطة الألمانية من تعقبه باستخدام وسائل متقدمة في الطب الشرعي، واستندت التحقيقات إلى آثار الحمض النووي التي عُثِر عليها على ملابس الضحية.
ورغم إنكار المتهم للاتهامات، قدمت الأدلة الحديثة دعمًا قويًا لرؤية الادعاء العام الألماني، الذي اعتبرها دليلاً قاطعًا على تورط المتهم في الجريمة.
واستخدمت السلطات الألمانية تقنيات متطورة لتحليل آثار الحمض النووي، وهي تقنيات لم تكن متوفرة في عام 1978، وقد ساعدت هذه التكنولوجيا الحديثة في تحديد هوية المتهم، ما شكل اختراقًا كبيرًا في القضية، يرى الادعاء أن هذه الأدلة تلغي أي مجال للشك حول هوية القاتل، وتؤكد تورطه بشكل لا لبس فيه.
القانون الألماني وجرائم القتل
استثنى القانون الألماني جرائم القتل من قانون التقادم، ما سمح بإعادة فتح القضية ومحاكمة المتهم رغم مرور 45 عامًا على الجريمة، في المقابل، تخضع الجرائم الأخرى للتقادم وفق القانون، ما يعكس أهمية تحقيق العدالة في قضايا القتل.
ورغم مرور عقود على الجريمة، شددت السلطات الألمانية على أهمية السعي لتحقيق العدالة للضحية وعائلتها.
ويرى خبراء قانونيون للوكالة أن القضية تسلط الضوء على قدرة العلم الحديث على كشف أسرار الجرائم القديمة، ما يُعيد الأمل في تحقيق العدالة حتى في القضايا التي طالتها يد الزمن.