«الفاو» تدعو للجمع بين جهود الإغاثة واستعادة الإنتاج المحلي في غزة
«الفاو» تدعو للجمع بين جهود الإغاثة واستعادة الإنتاج المحلي في غزة
أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن وقف إطلاق النار في غزة يوفر فرصة حاسمة لمعالجة الأزمة الغذائية الطارئة، مشيرة إلى أن أكثر من مليوني شخص في القطاع بحاجة ماسة للمساعدات بسبب انهيار الإنتاج الزراعي.
وأكدت المنظمة في بيان نشرته، أمس الثلاثاء، أن هذه الخطوة تشكل "بداية لرحلة طويلة من التعافي"، موضحة أن السلام المستدام والقدرة على الوصول إلى المناطق المتضررة سيكونان أساسيين لتلبية الاحتياجات الضخمة وضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب في غزة.
وقالت نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول إن "الفاو" تلتزم بضمان الأمن الغذائي على المدى الطويل في غزة، وفي الوقت الراهن، تعطي المنظمة الأولوية لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية الغذائية، مثل البيوت الزجاجية والآبار وأنظمة الطاقة الشمسية.
وأكدت بيكدول أهمية توسيع نطاق تسليم المدخلات الزراعية الأساسية لاستعادة الإنتاج المحلي، وذلك كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز قدرة المجتمع على الصمود.
وأضافت أن هذه الإجراءات تساهم في ربط الأنشطة قصيرة الأجل مع التدخلات التنموية طويلة الأجل، مما يساعد المجتمع على التعافي واستعادة الأمل.
تأثير الصراع على الأمن الغذائي
أدى الصراع الذي استمر لمدة 15 شهرا إلى تفاقم أزمة الغذاء في قطاع غزة، حيث أكد أحدث تقييم جغرافي أجرته الفاو ومركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة أن حوالي 75% من الأراضي الزراعية، بما في ذلك بساتين الزيتون، قد تضررت أو دمرت.
وأفاد التقييم بأن أكثر من ثلثي الآبار الزراعية قد توقفت عن العمل، مما أدى إلى تعطل نظام الري، وقد بلغت خسائر الثروة الحيوانية نحو 96%، ما أسفر عن توقف شبه كامل لإنتاج الحليب ونجاة 1% فقط من الدواجن، وأدى انهيار قطاع صيد الأسماك إلى تفاقم الأوضاع الغذائية.
وأكدت بيكدول أن الزراعة يجب أن تكون في قلب جهود الإغاثة والتعافي في غزة. وأوضحت أن الجمع بين الإغاثة الطارئة، مثل الغذاء والمياه والمساعدات الطبية، مع استعادة الإنتاج المحلي يعد من الخطوات الأساسية لضمان استمرار توفير الغذاء الطازج والمغذي للسكان.
زيادة المساعدات الغذائية
أعلن برنامج الأغذية العالمي أن كميات الغذاء التي تم إدخالها إلى غزة في الأيام الثمانية الأولى من وقف إطلاق النار تجاوزت ما تم إدخاله خلال الشهر الماضي.
وأكد أن البرنامج سلم أكثر من 10 آلاف طن من الغذاء عبر المعابر الحدودية المتاحة من الأردن وإسرائيل ومصر، كما تمكن البرنامج من الوصول إلى نحو 333 ألف شخص في تلك الفترة.
ويهدف البرنامج إلى الوصول إلى مليون شخص شهريًا في الأشهر الثلاثة المقبلة، وأوضح أن لديه مخزونات كافية لتلبية احتياجات هذه الأعداد.
دعم المجتمعات المتضررة
قال مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أنطوان رينارد، إن البرنامج يبذل قصارى جهده للوصول إلى النازحين العائدين إلى ديارهم، من خلال تقديم المساعدات النقدية والوجبات الساخنة.
وأشار إلى تشغيل 13 مخبزًا في جنوب قطاع غزة وتقديم وجبات جاهزة للأسر في الملاجئ، في محاولة لدعم الاقتصاد المحلي المتعثر وتلبية احتياجات السكان في الأوقات الحرجة.