غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل من غزة لتلقي العلاج فوراً

طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإجلاء 2500 طفل من قطاع غزة على وجه السرعة لتلقي العلاج الطبي العاجل، محذرًا من أن العديد منهم يواجهون خطر الموت خلال أسابيع. 

وجاءت هذه المناشدة عقب اجتماع غوتيريش، الخميس، مع أربعة أطباء أمريكيين سبق لهم التطوع في غزة خلال الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا بين إسرائيل وحركة حماس، والتي دمرت القطاع المحاصر وأجهزت على نظامه الصحي المنهار.

وكشف الطبيب فيروز سيدهوا، الذي عمل في غزة بين مارس وأبريل 2023، أن 2500 طفل يعانون من إصابات وحالات طبية خطيرة تتطلب علاجًا فوريًا خارج القطاع. 

وقال سيدهوا في تصريحات للصحفيين بعد لقائه غوتيريش: “هناك نحو 2500 طفل يواجهون خطر الموت الوشيك في الأسابيع القليلة المقبلة، بعضهم يموت الآن، وبعضهم سيموت غدًا، وبعضهم سيموت في اليوم التالي".

وأوضح الطبيب سيدهوا، أن العديد من هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى علاجات بسيطة نسبيًا، مستشهدًا بحالة صبي يبلغ من العمر 3 سنوات تعافى من حروق في ذراعه، إلا أن النسيج الندبي يعوق تدفق الدم، ما يهدده بالبتر.

قيود تعرقل الإجلاء

من جانبها، تحدثت الدكتورة عائشة خان، طبيبة الطوارئ في مستشفى جامعة ستانفورد، عن المآسي التي شاهدتها خلال عملها في غزة من نوفمبر حتى يناير الماضي، حيث التقت العديد من الأطفال الذين بُترت أطرافهم دون أن تتوفر لهم أطراف صناعية أو إعادة تأهيل طبي.

ورفعت خان صورة لطفلتين فقدتا أطرافهما خلال الحرب وتضطران لاستخدام كرسي متحرك واحد، مشيرةً إلى أن والدهما قُتل في نفس الهجوم الذي أدى إلى إصابتهما.

وأضافت: "فرصتهما الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي الإجلاء الطبي، لكن القيود الأمنية تمنع الأطفال من السفر إلا برفقة شخص بالغ واحد فقط، في هذه الحالة، خالتهما هي الشخص الوحيد الذي يمكنه مرافقتهما، لكنها ترعى طفلًا رضيعًا، وبالتالي عليها أن تختار بين طفلها وبين إنقاذ حياة ابنتي أختها".

غياب آلية الإجلاء الطبي

انتقد الأطباء الأمريكيون عدم وجود إجراءات واضحة لتنظيم عمليات الإجلاء الطبي رغم وقف إطلاق النار، إذ قال الدكتور ثائر أحمد، طبيب الطوارئ من شيكاغو، الذي عمل في غزة في يناير الماضي: "بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن تكون هناك آلية قائمة للإجلاء الطبي، لكننا لم نرها تعمل بوضوح بعد".

وأشار الطبيب خان إلى أن هناك نقاشًا حول إعادة فتح معبر رفح لخروج المرضى، لكنه شدد على أن الأمر ما زال خروجًا دون ضمان حق العودة، مما يثير مخاوف العائلات الفلسطينية من عدم تمكنهم من العودة إلى القطاع بعد تلقي العلاج.

غوتيريش يناشد المجتمع الدولي

بعد اجتماعه مع الأطباء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تأثره الشديد بشهاداتهم، ودعا إلى إجلاء 2500 طفل بشكل فوري، مع التأكيد على ضرورة ضمان عودتهم إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم بعد تلقي العلاج.

وكتب في منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا): “يجب إجلاء 2500 طفل على الفور، مع ضمان قدرتهم على العودة إلى عائلاتهم”.

وحتى الآن، لم تستجب الوكالة الحكومية الإسرائيلية المعنية بتنسيق الشؤون مع الفلسطينيين "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" لطلب التعليق على مناشدة غوتيريش والأطباء لإجلاء الأطفال المرضى، كما لم تعلق بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة على الأمر.

الآلاف بحاجة للإجلاء

في وقت سابق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه تم إجلاء 5383 مريضًا من غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، معظمهم في الأشهر السبعة الأولى قبل إغلاق معبر رفح بين غزة ومصر. 

ومع استمرار الحصار، تبقى آلاف الحالات الطبية الحرجة دون أي فرصة للخروج، ما يزيد المخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا بين الأطفال المرضى.