«فرانس برس»: ناجون من «مجزرة حماة» يروون تفاصيلها بعد 43 عاماً من الصمت

«فرانس برس»: ناجون من «مجزرة حماة» يروون تفاصيلها بعد 43 عاماً من الصمت
ناجون من "مجزرة حماة" في سوريا

قالت وكالة "فرانس برس"، إن ناجين من مجزرة حماة عام 1982 كشفوا عن تفاصيل مروعة عن واحدة من أفظع المجازر التي ارتكبها نظام حافظ الأسد، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في سياق قمع دموي لتمرد الإخوان المسلمين. 

وأضافت الوكالة الفرنسية، في تقرير لها، اليوم الجمعة، أنه بعد سقوط نظام حكم بشار الأسد، كسر الناجون حاجز الصمت، متحدثين علنًا عن فظائع تلك الأيام الدامية.

يروي حيّان حديد، الذي كان يبلغ 18 عامًا حين اقتيد بملابس النوم إلى موقع إعدام في مقبرة بحماة، كيف نجا بأعجوبة من الموت المحتم. 

ويقول: "سقطت أرضًا عندما بدأ الجنود بإطلاق النار، ولم أتحرك، لم تكن تلك حيلة واعية، بل كنت في صدمة"، وبعد إطلاق رصاصة على كل جثة للتأكد من الوفاة، لم يطلق الجندي الرصاصة عليه، ربما لأن ملابسه الحمراء أوهمته بأنه ميت بالفعل.

إعدامات ميدانية

وبحسب "فرانس برس"، فقد بدأت المجزرة في 2 فبراير 1982، عندما شنت قوات الأمن في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد حملة قمعية ضد تمرد مسلح للإخوان المسلمين، في أعقاب محاولة فاشلة لاغتياله عام 1980. 

وقاد رفعت الأسد، شقيق الرئيس، حملة قصف عنيف على المدينة، وارتكبت قواته عمليات إعدام جماعي بحق آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بحسب ما قالت الوكالة الفرنسية.

تروي كاميليا بطرس، التي كانت تعمل حينها في المستشفى الوطني، كيف كانت شاحنات الجثث تصل بلا توقف، وتفرغ حمولتها عند باب المشرحة، وتقول: "كانت الجثث تُلقى كالقمامة، لم نكن قادرين على تسجيل الأعداد الهائلة من القتلى". 

وبحسب السجلات التي تمكنت من جمعها قبل أن تسحبها السلطات، قُتل 32 ألف مدني، إضافة إلى الآلاف من الجنود وأعضاء جماعة الإخوان.

ويروي بسام السراج كيف قُتل شقيقه أمام عائلته، فيما اعتُقل شقيقه الآخر وأُعدم بعد ساعات قليلة، دون أن يُسمح للعائلة بمراسم الدفن. من جانبه، فقدت عائلة محمد أمين قطّان 12 فردًا، بينهم شقيقه الذي لم يكن له أي صلة بالإخوان المسلمين، لكنه أُعدم مع المقاتلين.

عقود من القمع والصمت

استمرت المجازر طوال 27 يومًا، وسط صمت إعلامي مطبق فرضه النظام، ولم تُكشف تفاصيلها إلا بعد عقود من القمع، ومع سقوط حكم الأسد، بدأ الناجون في الحديث عن الفظائع التي ارتُكبت بحقهم.

يقول محمد قطّان، الذي كان حينها مقاتلًا في الطليعة المقاتلة التابعة للإخوان، إن المجزرة كانت "رسالة تأديب للشعب السوري بأكمله"، إذ أقدم النظام على سحق حماة لإرهاب بقية المدن، وهو السيناريو الذي تكرر لاحقًا خلال الثورة السورية عام 2011.

وبعد أكثر من 40 عامًا، لا تزال مجزرة حماة واحدة من أكبر الجرائم التي لم يحاسب مرتكبوها، وبينما يتحدث الناجون أخيرًا، تبقى العدالة بعيدة المنال، في ظل غياب أي محاسبة دولية للجناة الذين نجوا من العقاب حتى اليوم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية