أحدثها سعدا زاده.. حكايات مبكية للكرديات في "سجون الملالي"

أحدثها سعدا زاده.. حكايات مبكية للكرديات في "سجون الملالي"
سجن للنساء

 

- رئيسة "رابطة جين" النسائية الكردية في لبنان: إيران توصم أي نشاط للأكراد بالتكفير وتحرمهم من الحقوق والحريات 

  • - مدير مركز جدار للدراسات الإيرانية: يمثلون 10 بالمئة من الشعب الإيراني ولهم تاريخ حافل من مواجهة النظام السياسي
  •  

في سجون الملالي روايات مبكية، كانت الكردية سعدا خدير زاده واحدة منها، عقب تعرضها لمعاملة قاسية أدت لتدهور حالتها الصحية بشكل خطير مؤخرا.
وباستغاثات محلية ودولية لإنقاذ حياتها، أصيبت السجينة السياسية الكردية سعدا خدير، بغيبوبة في قاعة سجن أرومية المركزي من فرط الجوع، في اليوم السادس لإضرابها عن الطعام يوم 2 مايو الجاري.
وسعدا خدير زاده (32 عاما) هي ناشطة سياسية كردية أوقفتها السلطات الإيرانية في أكتوبر 2021، وكانت حاملاً في شهرها الأول، ولم تعلن السلطات عن أسباب اعتقالها أو التهم الموجهة إليها.
وفي 8 نوفمبر 2021، تم نقلها من مركز احتجاز استخبارات حرس النظام إلى سجن أروميه المركزي بمحافظة أذربيجان الغربية، وحُرمت من زيارة أسرتها ومن الاتصال بمحامٍ طيلة فترة احتجازها.
وتقف سعدا زاده على بعد أسابيع قليلة من وضع جنينها، وهي تعاني أمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم، جراء الإهمال الطبي داخل مركز الاحتجاز، إلى حد وصف منظمات دولية لما تتعرض له بـ"العمل القاسي الوحشي".
وقالت لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (غير حكومية): إن السجينة السياسية سعدا زاده قالت في تسريب صوتي من داخل السجن إنها تعرضت لإهانة وتعذيب نفسي شديد لانتزاع اعترافات تحت الإكراه.
والكردية زاده ليست الأولى التي تتعرض لجملة انتهاكات داخل سجون الملالي، فقد رصدت منظمة العفو الدولية في إبريل الماضي، "حرمان السجناء عمدًا من الرعاية الطبية، ما أدى إلى وفاة 96 سجينا على الأقل، بينهم 4 نساء منذ عام 2010 في إيران". 
ويستحوذ الأكراد وبعض الأقليات غير الفارسية في إيران، على النصيب الأكبر من التعامل القاسي داخل السجون، والذي يصل في بعض الأحيان إلى حد القتل والاعتداء، وفق منظمات دولية. 
واقعة سعدا خدير زاده، جاءت بالتزامن مع الضجة التي أحدثتها السجينة الكردية زينب جلاليان، والتي أكملت في يناير الماضي 530 يومًا معزولة عن العالم الخارجي وممنوعة من الاتصال بعائلتها، ومحرومة من الرعاية الطبية رغم تدهور حالتها الصحية.
وزينب جلاليان (40 عاما) ناشطة كردية حكم عليها بالإعدام في عام 2009 بتهمة "محاربة الله ورسوله"، وتم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد في 2011، وهي تعاني من أمراض مختلفة، بينها الربو واضطرابات الجهاز الهضمي. 
وكانت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، دعت مرارا السلطات الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة السجينات السياسيات في السجون.

قمع الأقليات
بدورها، قالت رئيسة "رابطة جين" النسائية الكردية في لبنان، بشرى علي، لـ«جسور بوست»، إن إيران بها قوميات متعددة كالفرس والعرب والأكراد وغيرهم، وجميعهم لعبوا دورا بالغ الأهمية في التاريخ الإيراني.
وأضافت بشرى: "بعد قيام الثورة الإسلامية في عام 1979 بدأت سياسات قمع الأكراد، استنادًا لمبدأ إقامة الدولة القومية الإيرانية التي تؤمن بالعلم الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة والأمة الواحدة".
وأوضحت: "من هنا جاءت فكرة عدم قبول التعددية القومية أو الدينية، واستهداف جميع الأقليات والأكراد بالدرجة الأولى، من خلال وصم أي نشاط لهم بالتكفير وحرمانهم من الحقوق وقمع حرياتهم".
وأشارت إلى قسوة الاضطهاد التي يتعرض لها الأكراد السنة في إيران، لأنهم أقلية عرقية ومذهبية في بلد شيعي، ولذلك عادة ما تمارس ضدهم سياسات القمع والتجويع، ما أدى إلى تفشي ظاهرة التهجير القسري والنزوح والانتحار بين الشباب والنساء والأطفال. 
وقالت بشرى: "السياسات الإيرانية ضد الأكراد تهدف إلى تشتيتهم حتى لا ينظموا أنفسهم في تنظيمات سياسية للمطالبة بحقوقهم، ومن يتجرأ على فعل ذلك يكن مصيره السجون".
وتابعت: "السجون الإيرانية بها آلاف المعتقلين، بينهم أكثر من ألف معتقل باتهامات سياسية صريحة، وهذه أرقام غير دقيقة، لأن السلطات الإيرانية تمارس عملية تعتيم واسعة على أوضاع وأعداد المعتقلين".
وأوضحت أن السلطات الإيرانية استغلت جائحة كورونا كسلاح ضد المعتقلين داخل السجون، فمنعت عنهم الرعاية الطبية ما أدى إلى تهديد حياتهم بالخطر. 

احتقار النساء
من جانبه، قال مدير مركز جدار للدراسات الإيرانية، لـ«جسور بوست» محمد عبادي، إن الأكراد يمثلون نسبة 10 بالمئة من إجمالي تعداد الشعب الإيراني البالغ نحو 85 مليون نسمة.
وأضاف عبادي: "الأكراد لهم تاريخ حافل من مواجهة النظام الإيراني، منذ عهد الشاه رضا بهلوي (1941-1979) وكانوا قد أسسوا جمهورية مهاباد المستقلة في عام 1946، والتي لم تدم طويلًا".
وأوضح: "حلم الدولة المستقلة لا يزال يراود الأكراد في إيران، ولذلك تتعمد السلطات قمعهم وإذلالهم وحبسهم في السجون (..) هناك المئات من الكرديات اللاتي يعاملن بقسوة في السجون الإيرانية".
ومؤخرا انتشرت تسريبات من داخل السجون بثتها مجموعة قرصنة أطلقت على نفسها اسم "عدالة علي"، لتكشف الانتهاكات المروعة داخل السجون الإيرانية سواء للرجال أو النساء.
وأشار عبادي إلى تسريبات أخرى بثها عدد من الصحفيين، أبرزهم الأمريكية من أصل إيراني مسيح علي نجاد، والتي أذاعت تسجيلات تكشف تعرض السجينات في إيران لمحاولات اعتداء جنسي وأمور غير أخلاقية، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة. 
ومضى قائلا: "تلك الانتقادات المحلية والدولية لم تؤثر على إيران، والتي تحمل ثقافتها الشعبية قدرا هائلا من احتقار النساء، ما يدفع السلطات إلى التعامل بقسوة ووحشية".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية