تركيا تندّد بخطة ترامب بشأن غزة.. وتؤكد: طرد الفلسطينيين «غير مقبول»

ندّد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن نقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة، واصفًا إياه بـ"غير المقبول".

وأكد فيدان في حديثه لوكالة الأنباء التركية "الأناضول"، أن "تصريحات ترامب حول غزة غير مقبولة"، مشيرًا إلى أن "طرد الفلسطينيين من غزة يعتبر أمرًا غير مقبول سواء بالنسبة لنا أو لبلدان المنطقة، ولا يوجد حاجة حتى لمناقشته".

من جانبه، أكد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، ضرورة احترام رغبة الفلسطينيين في البقاء داخل قطاع غزة، في رد مباشر على تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى أن الفلسطينيين "سيودون مغادرة غزة إذا أتيحت لهم الفرصة للعيش في مكان آخر"، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وأوضح منصور في تصريحات له أن "وطننا هو وطننا، وإذا تم تدمير جزء منه، مثل قطاع غزة، فإن الشعب الفلسطيني قد اختار العودة إليه".

ترامب يصف غزة بـ"موقع هدم"

وكان الرئيس الأمريكي قد قال خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن، إن الفلسطينيين يرغبون في مغادرة غزة وبدء حياة جديدة في مكان آخر إذا سنحت الفرصة لهم، مؤكّدًا أن القطاع أصبح "موقع هدم".

ورغم عدم ذكره لاسم ترامب، رد منصور على هذا الطرح بقوة، مؤكدًا أن "قطاع غزة هو جزء من فلسطين" وأن "أي اقتراحات بنقل الفلسطينيين إلى مكان آخر غير موفقة".

أرقام صادمة

أسفر الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، عن مقتل 1210 إسرائيليين، أما الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على غزة فقد أسفر عن استشهاد أكثر من 47518 شخصًا على الأقل، أغلبهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة، وتستمر الحصيلة في الارتفاع رغم توقف العمليات العسكرية إثر اكتشاف مزيد من الجثث تحت الأنقاض.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.9 مليون شخص، أي حوالي 90% من سكان غزة، قد نزحوا نتيجة الهجوم الإسرائيلي العنيف، الذي دمر البنية التحتية الأساسية للقطاع.

ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير، الذي شمل تبادل إطلاق سراح الرهائن، عاد الكثير من الفلسطينيين إلى مناطقهم رغم الدمار الهائل الذي لحق بمنازلهم.

العودة الجماعية للفلسطينيين

وفي السياق، أفاد السفير الفلسطيني بأن 400 ألف فلسطيني عادوا إلى الجزء الشمالي من غزة في غضون ساعات بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا ضرورة احترام رغبات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره بنفسه"، مشددًا على أهمية احترام خياراته في هذه الظروف الصعبة.

يظل الموقف الفلسطيني ثابتًا في رفض أي مقترحات تمس بوجودهم في وطنهم، ويؤكد حقهم في العودة إلى أراضيهم، في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمات إنسانية متزايدة نتيجة التصعيد العسكري المستمر.