علويون في سوريا يخشون عمليات انتقام بعد الإطاحة بنظام حكم الأسد
علويون في سوريا يخشون عمليات انتقام بعد الإطاحة بنظام حكم الأسد
تسيطر حالة من القلق على العلويين في سوريا منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق بشار الأسد، حيث تخشى طائفة العلويين من انتقام السلطات الجديدة أو المتضررين من نظام الحكم السابق.
وتعيش نسرين عز الدين حالة من الحزن العميق بعد مقتل زوجها وابنها وابن شقيقته في يناير الماضي على يد مسلحين مجهولين في المنطقة العلوية، في منطقة جبلة التي تنتمي إلى الساحل السوري الذي كان يشهد العديد من الهجمات العنيفة بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وقالت نسرين لوكالة "فرانس برس"، إن زوجها وابنها وابن شقيقه توجهوا على دراجة نارية إلى حقل زيتون قرب قرية عين الشرقية، حيث تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مسلحين ملثمين، وتأكدت من أنهم ينتمون إلى فصائل متشددة من الخارج.
وبعد سقوط نظام الأسد، استهدف العلويون بالعديد من الهجمات التي اعتُبرت انتقامية على خلفية علاقتهم بالحكم السابق، ورغم تعهد السلطات الجديدة بمحاكمة الفاعلين، لا تزال عز الدين وأفراد عائلتها في انتظار نتائج التحقيق.
الانتقام الطائفي يهدد العلويين
تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 1.7 مليون علوي يعيشون في سوريا، يمثلون 9% من سكان البلاد، على الرغم من أن بعض العلويين لم يكونوا من داعمي النظام، فإن البعض ينظر إليهم باعتبارهم جزءاً من آلة النظام القمعية التي اعتمدت على الاعتقالات والتعذيب لفرض سلطتها.
يشرح علي إسماعيل، وهو مهندس كهربائي، أنه اضطر للانتقال إلى الساحل السوري خوفاً من التعرض للهجمات الانتقامية بسبب الربط بين الطائفة العلوية والنظام.
وأضاف إسماعيل أن الاتهامات التي يتم توجيهها للعلويين تشمل الإشارة إليهم بأنهم "مجرمون" لمجرد كونهم من الطائفة ذاتها.
اعتقالات بصفوف النظام السابق
تواصل السلطات الجديدة في سوريا حملاتها الأمنية لملاحقة "فلول النظام"، وتستهدف المناطق التي يقطنها العلويون في غرب سوريا.
في نهاية يناير، تعرض حاجز أمني في مدينة جبلة لإطلاق نار أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، وفقاً لأحمد عبد الرحمن، المسؤول في إدارة الأمن العام، فإن المسؤولين عن هذه الهجمات هم من أفراد كانوا ضمن صفوف النظام أو تابعين للمليشيات، ويسعون إلى إحداث الفوضى في المنطقة تجنباً للمحاسبة.
وتستمر أعمال العنف الانتقامية في مناطق مثل حمص وحماة، حيث قتل العشرات في عمليات إطلاق نار عشوائي.
وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوزت حالات الإعدام والانتقام 240 حالة منذ سقوط الأسد، ويرى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أن النظام السابق عمل على تقسيم المجتمع السوري، مما ساهم في تفشي عمليات الانتقام والعنف، ويؤكد أن "الدولة هي الضمانة لجميع الطوائف".
الهروب من العنف والتشرد
في محافظة حمص، تعرض العديد من العلويين للتهجير القسري بسبب تصاعد الأعمال الانتقامية.
علي المحمد، مسؤول سابق من قرية الزغبة في شرق حمص، يروي كيف اضطر للانتقال إلى بلدة سلحب هرباً من هذه الهجمات.
يشير المحمد إلى أن حمص وحماة تعدان من أكثر المحافظات تنوعاً طائفياً في سوريا، وأن الأزمات الراهنة تهدد بفقدان فكرة "العيش المشترك" بين الطوائف المختلفة.