«الغارديان»: غموض مصير آلاف اللاجئين مع تجميد طلبات اللجوء السورية في بريطانيا
«الغارديان»: غموض مصير آلاف اللاجئين مع تجميد طلبات اللجوء السورية في بريطانيا
سلّطت صحيفة الغارديان البريطانية، الضوء على أزمة أكثر من 6000 طالب لجوء سوري في بريطانيا، أصبحوا عالقين في حالة من الغموض بسبب استمرار تجميد طلباتهم بعد شهرين من سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، السبت، أن وزارة الداخلية البريطانية قررت تعليق هذه الطلبات بشكل مؤقت منذ 9 ديسمبر الماضي، عقب مغادرة الأسد للعاصمة دمشق، معللة ذلك بالحاجة إلى "تقييم الوضع الحالي" في سوريا.
ورغم تعيين أحمد الشرع رئيسًا لسوريا للفترة الانتقالية، فإن حكومته تواجه تحديات سياسية معقدة، حيث لا تزال قواته مصنفة كجماعة إرهابية من قبل الحكومة البريطانية.
وأدى هذا الوضع إلى تجميد نحو 6600 طلب لجوء، تشمل آلاف الأفراد الذين فروا من الحرب، في ظل توقعات بزيادة أعداد اللاجئين مع استمرار تدفق السوريين إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة.
جدل حول دوافع اللجوء
أكد وزير الداخلية البريطاني اللورد هانسون، خلال شهادته أمام البرلمان، أن غالبية السوريين الذين وصلوا بريطانيا قبل سقوط الأسد كانوا يفرون من نظامه.
غير أن طول أمد الصراع السوري وتعقيد خريطة الأطراف المتنازعة أوجد مجموعات جديدة من المهددين، بينهم ضباط سابقون في الجيش السوري الذين يواجهون خطر الاضطهاد عند العودة إلى وطنهم.
نقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الداخلية البريطانية، رفض الكشف عن هويته، اتهامه للحكومة بـ"تعليق حياة الناس لأسباب سياسية"، مشيرًا إلى أن التردد في اتخاذ موقف واضح تجاه حكومة الشرع أدى إلى إبقاء اللاجئين في حالة احتجاز غير رسمي.
وأضاف أن بإمكان الحكومة منح اللجوء ثم إلغاؤه لاحقًا إذا ثبت أن اللاجئ لم يعد معرضًا للخطر، بدلًا من إبقاء الطلبات معلقة إلى أجل غير مسمى.
تكلفة إنسانية واقتصادية
أكد المسؤول الحكومي أن تجميد الطلبات ترك الآلاف غير قادرين على العمل بشكل قانوني، مما أجبر الحكومة على تحمل تكاليف إيوائهم ودعمهم حتى يتم اتخاذ قرار بشأن وضعهم.
وشمل التجميد السوريين الذين حصلوا سابقًا على حق اللجوء، لكنهم يقتربون من انتهاء فترة الإقامة الأولية التي مدتها خمس سنوات، ما يلزمهم بتقديم طلبات جديدة.
ودعت منظمات حقوقية وإنسانية الحكومة البريطانية إلى الإسراع في حل الأزمة واتخاذ قرارات واضحة بشأن طالبي اللجوء السوريين، محذرة من أن استمرار التعليق يزيد من معاناة آلاف الأسر التي تعيش في حالة من عدم اليقين، في وقت لا تزال فيه الأوضاع في سوريا غير مستقرة.