داعية لحمايتهم.. «اليونيسف»: 4 مغالطات تعرّض الأطفال للخطر في العالم الرقمي
داعية لحمايتهم.. «اليونيسف»: 4 مغالطات تعرّض الأطفال للخطر في العالم الرقمي
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا متسارعًا في التكنولوجيا، مما عزز ارتباط الأطفال والشباب بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وأتاح هذا التطور فرصًا تعليمية وترفيهية واجتماعية واسعة، لكنه في الوقت نفسه عرّض الأطفال لمخاطر عدة، مثل المحتوى الضار، والتنمر الإلكتروني، والاستغلال الجنسي.
ووفقا لتقرير أعدته منظمة "اليونيسف"، انتشرت فكرة أن إتاحة الإنترنت بشكل أوسع للأطفال سيحقق فوائد مجتمعية لهم ولأسرهم، إلا أن هذا الاعتقاد ليس دقيقًا تمامًا، حيث أظهرت دراسات عدة أن زيادة الوصول إلى الإنترنت ترفع من احتمالية تعرض الأطفال لرسائل الكراهية والمحتوى العنيف، خاصة في البيئات الرقمية غير المنظمة.
وأكدت "اليونيسف"، أن بعض الدول التي تتمتع بشبكات إنترنت متطورة نجحت في تقليل هذه المخاطر من خلال تبني سياسات وقائية وتشريعات صارمة، وشددت على ضرورة قيام الحكومات بإلزام القطاع الرقمي بدمج حقوق الطفل في استراتيجيات الحماية، بما في ذلك إجراء تقييمات دقيقة للأثر الرقمي على الأطفال.
ألعاب الفيديو وتأثيرها على الأطفال
سادت مخاوف واسعة منذ انتشار ألعاب الفيديو في الثمانينيات حول تأثيرها السلبي على الأطفال، لكن اليونيسف أوضحت أن هذه الألعاب قد تكون مفيدة إذا صُممت بطريقة تراعي احتياجات الأطفال النفسية والاجتماعية.
وأثبتت دراسات أن الألعاب الرقمية تعزز شعور الأطفال بالاستقلالية وتساعدهم في تنمية مهاراتهم العاطفية والاجتماعية.
وأشارت المنظمة إلى أن تصميم تجارب لعب مناسبة للأطفال يتطلب فهمًا معمقًا لاحتياجاتهم المتنوعة، وهو ما يستلزم جهودًا بحثية مكثفة لضمان تحقيق التوازن بين الترفيه والحماية.
اتصال العنف الرقمي بالواقع
يعتقد البعض أن العنف الإلكتروني يختلف تمامًا عن العنف في الحياة الواقعية، إلا أن الدراسات أظهرت أن التجربتين غالبًا ما تكونان مترابطتين، فالتنمر الإلكتروني، على سبيل المثال، قد يكون امتدادًا لسلوكيات عدوانية يتعرض لها الطفل في المدرسة أو داخل الأسرة.
وأوضحت اليونيسف أن مرتكبي الجرائم الإلكترونية يستغلون منصات التواصل الاجتماعي لاستدراج الأطفال وإلحاق الأذى بهم.
وشددت المنظمة الأممية على أهمية تطوير استراتيجيات متكاملة تجمع بين الحماية الرقمية والوقاية من العنف في مختلف البيئات.
المعتدون ليسوا دائماً غرباء
سادت فكرة أن مرتكبي الاعتداءات الجنسية على الأطفال عبر الإنترنت هم غالبًا غرباء، لكن الواقع يعكس صورة مختلفة، حيث أشارت اليونيسف إلى أن العديد من هذه الجرائم يرتكبها أفراد يعرفهم الطفل مسبقًا، مثل أصدقاء العائلة أو حتى أقارب.
وأظهرت بعض الإحصائيات أن الغرباء يشكلون النسبة الأكبر من المعتدين في بعض الدول، مما يبرز أهمية الاعتماد على البيانات الوطنية عند وضع برامج التوعية والوقاية.
وأكدت المنظمة ضرورة تزويد الأسر والمعلمين وقادة المجتمعات بالمعلومات اللازمة لحماية الأطفال، وتعزيز قدرتهم على التبليغ عن أي تهديدات محتملة.