الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للتصعيد في منطقة الشرق الأوسط

الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للتصعيد في منطقة الشرق الأوسط
الأمم المتحدة

جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى الوقف الفوري للتوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق يهدد الأمن الإقليمي ويقوّض جهود الحلول الدبلوماسية.

أكد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في بيان يوم الاثنين أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أجرى مكالمات هاتفية في إطار مساعيه المباشرة لاحتواء الصراع. وأشار إلى اتصال تم مع وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، حيث شدد غوتيريش خلاله على إدانته للتصعيد العسكري وقلقه العميق من الضربات المتبادلة، مؤكداً تمسكه الدائم بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للمسألة النووية الإيرانية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأوضح حق أن الأمين العام استخدم حسابه الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي للدعوة إلى تغليب السلام والدبلوماسية.

الوكالة الذرية: التصعيد يهدد بكارثة إشعاعية

كما حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران قد يؤدي إلى نتائج كارثية، بما في ذلك خطر وقوع تسرب إشعاعي يهدد حياة المدنيين والبيئة، ودعا إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مؤكداً أن التصعيد "يؤخر العمل الضروري نحو حل يضمن عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً".

دعوة إلى الطرق الدبلوماسية

حثّ غروسي في إحاطة أمام مجلس محافظي الوكالة، على اللجوء إلى جميع السبل الدبلوماسية الممكنة، مشدداً على استعداده للقيام بزيارات ميدانية لتقييم الوضع وضمان السلامة النووية ومنع الانتشار، وأضاف أن الوكالة، كما في الحرب الأوكرانية، لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستبذل ما بوسعها لمنع كارثة إشعاعية.

وقال غروسي: "حتى في ظل النزاعات المسلحة، أثبتنا أن المساعدة التقنية المحايدة قادرة على حماية الجميع. هناك دائمًا وقت للدبلوماسية".

استهداف مواقع حساسة 

أعلن غروسي أن محطة نطنز لتخصيب الوقود لم تسجل أضرارًا إضافية منذ هجوم الجمعة، رغم تدمير البنية الفوقية لمنشأة التجريب. وأكد أن النشاط الإشعاعي في الموقع بقي ضمن المستويات الطبيعية، ما يعني عدم حدوث تسرّب يؤثر في السكان أو البيئة.

كما كشف عن تضرر أربعة مبانٍ في موقع أصفهان النووي، دون تغيير في مستويات الإشعاع. ولم ترصد الوكالة أضراراً في منشآت فوردو وخندب وبوشهر وطهران للأبحاث.

وأكد غروسي أهمية التعاون المستمر مع السلطات الإيرانية لضمان تدفق المعلومات الفنية في الوقت المناسب، خاصة في ظل "الظروف المعقدة".

اليونيسف: العنف يهدد حياة الأبرياء

بدورها، عبّرت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، عن قلقها العميق إزاء ازدياد وتيرة العنف خلال نهاية الأسبوع في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن الأطفال يدفعون مجددًا الثمن الأعلى لهذا الصراع.

وقالت راسل إن الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران أصابت مناطق سكنية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم أطفال، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية، وأضافت: "نشهد مرة أخرى كيف يحاصر الرعب طفولة بريئة لا ذنب لها".

دعوة لحماية أرواح الأبرياء

أدانت اليونيسف بشدة جميع أشكال العنف ضد الأطفال، مطالبةً جميع الأطراف بالتقيد بالقانون الدولي وضمان حماية المدنيين، وخاصة الأطفال، وشددت راسل على أن: "لكل طفل الحق في الحياة دون تهديد دائم من الحرب والعنف".

وجددت دعوتها للتهدئة، مؤكدة أن المنطقة لا تتحمل مزيداً من الانزلاق نحو صراع أعمق.

تصاعدت حدة التوتر بين إيران وإسرائيل خلال الأيام الأخيرة، وسط تبادل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومدنية، يأتي ذلك في سياق خلافات مستمرة بشأن برنامج إيران النووي ونفوذها الإقليمي، ويخشى المجتمع الدولي أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى انفجار واسع النطاق، خاصة في ظل وجود منشآت نووية حساسة يمكن أن يؤدي استهدافها إلى كارثة بيئية وإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية