إيران تدين ترحيل مواطنيها من أمريكا إلى بنما وتصفه بـ«اللاإنساني»
إيران تدين ترحيل مواطنيها من أمريكا إلى بنما وتصفه بـ«اللاإنساني»
أدانت الحكومة الإيرانية بشدة معاملة المواطنين الإيرانيين الذين قامت الولايات المتحدة بترحيلهم إلى بنما، واصفة الإجراء بـ"القاسي وغير الإنساني"، وذلك رغم تأكيد المرحّلين أنهم يخشون العودة إلى إيران بسبب ملاحقات سياسية ودينية.
جاءت هذه الخطوة، السبت، في إطار سياسة الترحيل الصارمة التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل إرسال المهاجرين غير الشرعيين إلى عدة دول، من بينها كولومبيا وفنزويلا والبرازيل وغواتيمالا وبنما، إضافة إلى قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا، وفق موقع "إيران إنترناشيونال".
وحثّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الولايات المتحدة على الالتزام بالقوانين الدولية في معاملة المهاجرين، مؤكدًا أن إيران لن تدخر جهدًا في حماية مواطنيها في الخارج.
وقال بقائي: "إيران هي وطن جميع الإيرانيين، ويمكن لأبناء وطننا العودة بحرية إلى وطنهم والسفر منه".
وأشار إلى أن مكتب حماية المصالح الإيرانية في واشنطن والبعثات الدبلوماسية في أمريكا الجنوبية تلقّت توجيهات لتقديم المساعدة القانونية والدبلوماسية للمرحّلين الإيرانيين.
الترحيل بطائرة عسكرية
تم احتجاز ما لا يقل عن 12 مهاجرًا إيرانيًا دخلوا الأراضي الأمريكية عبر المكسيك، قبل أن يتم ترحيلهم على متن طائرة عسكرية إلى بنما.
وأكد المرحّلون أنهم كانوا مقيّدين بالأغلال خلال الرحلة، ويخضعون الآن للاحتجاز في فندق تحت إشراف السلطات الأمريكية.
وقال أحد المرحّلين، إن السلطات الأمريكية تسعى لمحو أي دليل يثبت دخولهم البلاد، مما يجعل وضعهم القانوني أكثر تعقيدًا.
مخاوف من الترحيل لإيران
لم يتضح عدد الإيرانيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، لكن بعضهم أكدوا أنهم عالقون دون مال أو وسائل اتصال أو دعم قانوني، مما يثير مخاوفهم من إعادتهم إلى إيران، حيث قد يواجهون عقوبات مشددة.
وقالت آرتميس قاسم زاده، إحدى المرحّلات، لقناة "إيران إنترناشيونال" إنها وآخرين تم إبلاغهم بأنهم سينقلون إلى معسكر بولاية تكساس، لكنهم فوجئوا عند هبوط الطائرة برؤية علم بنما على زيّ قوات الأمن.
وأضافت: "لم نكن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، وعندما هبطنا، أدركنا أننا في بنما. نحن الآن تحت المراقبة، ولا نحصل على أي مساعدة قانونية، ونخشى أن يتم ترحيلنا إلى إيران".
وأشارت إلى أن معظم المرحّلين دخلوا الولايات المتحدة بشكل قانوني قبل أو بعد تولي ترامب منصبه، وقالت: "الولايات المتحدة تدّعي أننا مهاجرون غير شرعيين، لكن لدينا وثائق رسمية معتمدة".
مستقبل لا يزال غامضاً
قال مسؤولون في الحكومة البنمية إن المرحّلين الإيرانيين سيبقون في مراكز إيواء مؤقتة قبل اتخاذ قرار بشأن مصيرهم، ومع ذلك، يظل مستقبلهم غير واضح، وسط تصاعد مخاوفهم من الإعادة القسرية إلى إيران، حيث قد يواجهون السجن أو حتى الإعدام.
وأكد بعض المرحّلين أنهم فرّوا من إيران بسبب الاضطهاد السياسي أو بسبب تحولهم الديني إلى المسيحية، وكلاهما يُعاقب عليه بشدة في إيران، حيث يواجه المعارضون السياسيون والمتحوّلون دينيًا خطر الاعتقال أو الإعدام.
وتواجه طهران انتقادات دولية واسعة بسبب قمعها العنيف للاحتجاجات، خاصة بعد مقتل مهسا أميني في سبتمبر 2022 أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
ومنذ ذلك الحين، قُتل المئات واعتُقل الآلاف خلال حملات قمع المتظاهرين، بينما نُفذت إعدامات تعسفية بحق العديد من المعتقلين دون محاكمات عادلة.