أكبر أزمة إنسانية بالعالم.. الأمم المتحدة ترصد 5 حقائق عن الوضع في السودان

أكبر أزمة إنسانية بالعالم.. الأمم المتحدة ترصد 5 حقائق عن الوضع في السودان
المساعدات الإنسانية في السودان

اقتربت الحرب الدائرة في السودان من إكمال عامها الثاني بحلول إبريل 2025، مخلفةً وراءها أزمة إنسانية غير مسبوقة تتجسد في انتشار سوء التغذية، وتصاعد النزوح الجماعي، وانعدام الأمن على نطاق واسع، وفي ظل هذه الكارثة، تستعد الأمم المتحدة لإطلاق نداء إنساني لجمع 4.2 مليار دولار لدعم عمليات الإغاثة.

رصد موقع أخبار الأمم المتحدة، أبرز الحقائق حول الوضع المتدهور في السودان، الذي بات يُصنف كإحدى أشد الأزمات الإنسانية وأزمات الحماية تدميرًا في العالم.

وتعثرت الآمال في تحقيق انتقال سياسي سلمي في السودان بحلول نهاية عام 2022، رغم الجهود التي قادتها الأمم المتحدة لدعم عملية سلام تهدف إلى إقامة إدارة مدنية. 

وفي ديسمبر 2022، أكد الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس، أن الاتفاق السياسي النهائي يجب أن يمهد الطريق أمام بناء دولة ديمقراطية، لكنه حذر من استمرار القضايا الخلافية، خاصة دمج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وتفاقمت التوترات بين الطرفين مطلع عام 2023، وتصاعدت الاشتباكات المتقطعة إلى حرب شاملة عقب هجوم قوات الدعم السريع على الخرطوم في 15 أبريل 2023، ومع امتداد القتال إلى مناطق أخرى، اضطرت الأمم المتحدة إلى إخلاء العاصمة ونقل مقر عملياتها إلى مدينة بورتسودان الأكثر استقرارًا.

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العنف، داعيًا إلى حوار عاجل، بينما يواصل مبعوثه الشخصي، رمطان لعمامرة، التنسيق مع الاتحاد الإفريقي لدعم جهود السلام.

30 مليون شخص بحاجة للمساعدة

تسبب النزاع المسلح في كارثة إنسانية واسعة النطاق، حيث يحتاج نحو 30.4 مليون شخص -أي أكثر من ثلثي السكان- إلى المساعدات الأساسية، من الغذاء والرعاية الصحية إلى الخدمات الأساسية الأخرى.

وأدى انهيار الاقتصاد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، مما جعلها بعيدة عن متناول ملايين الأسر.

فاقم القتال من أزمة الجوع، إذ يواجه أكثر من نصف السكان مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، وتم توثيق ظروف المجاعة في 5 مناطق بولاية شمال دارفور وجبال النوبة الشرقية، وسط توقعات بانتشارها إلى 5 مناطق أخرى بحلول مايو 2025.

وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمانتين نكويتا سلامي، من أن بعض المناطق بدأت تشهد بالفعل تداعيات كارثية، حيث تضطر الأسر إلى العيش على إمدادات غذائية محدودة للغاية، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية.

وعرقل انعدام الأمن جهود الإغاثة بشكل خطير، مما أدى إلى تقييد وصول المساعدات وتعريض عمال الإغاثة للخطر، ورغم ذلك، تمكنت وكالات الأمم المتحدة من تقديم المساعدات لأكثر من 15.6 مليون شخص خلال عام 2024، حيث يواصل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة توزيع المواد الغذائية والبذور لدعم المجتمعات المتضررة.

تشريد أكثر من 12 مليون

أجبرت الحرب ملايين الأشخاص على الفرار من ديارهم بحثًا عن الأمان، سواء داخل السودان أو في الدول المجاورة، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص أصبحوا لاجئين، بينما بلغ عدد النازحين داخليًا نحو تسعة ملايين، وهو ما يعادل إجمالي سكان سويسرا.

وأدى تغيّر خطوط المواجهة إلى موجات متلاحقة من النزوح، مما جعل إيصال المساعدات للمحتاجين أكثر تعقيدًا، وصفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع في السودان بأنه "أكبر وأسرع أزمة نزوح في العالم"، حيث يعاني اللاجئون من نقص الغذاء والموارد، فيما تنتشر الأمراض مثل الكوليرا والحصبة في المخيمات المكتظة.

وتعاني العديد من الدول المضيفة، مثل تشاد وجنوب السودان، من أزمات اقتصادية وأمنية، مما يزيد من الضغوط على الخدمات المحدودة، رغم ذلك، تعمل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين على دعم الفارين وحماية حقوقهم، مع تقديم المساعدة للدول المستضيفة.

النساء والأطفال الأكثر تضرراً

شهد السودان مستويات غير مسبوقة من العنف، حيث قُتل أكثر من 18800 مدني منذ اندلاع الحرب، وفي بداية فبراير 2025، قُتل 275 شخصًا في أسبوع واحد فقط، وهو رقم يزيد بثلاثة أضعاف على الأسبوع السابق، حيث استهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي المناطق السكنية، خاصة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وكانت النساء والفتيات أكثر الفئات تضررًا من الصراع، حيث وثقت الأمم المتحدة حالات اغتصاب وزواج قسري واختطاف، فيما تعرض المراهقون الذكور لخطر التجنيد القسري.

وذكر نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إدمور توندلانا، أن أغلب ضحايا هجوم وقع في جنوب كردفان كانوا من النساء والفتيات، في حين يواجه الفتيان خطر الاستهداف والاشتباه في كونهم جواسيس، كذلك، تم تجنيد أعداد كبيرة من الأطفال في الجماعات المسلحة، وأجبروا على القتال أو القيام بمهام استخباراتية.

الحاجة إلى 4.2 مليار دولار

يؤدي نقص التمويل إلى تقليص قدرة وكالات الإغاثة على تلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان، وتواجه مفوضية اللاجئين وشركاؤها صعوبات كبيرة في تقديم الدعم اللازم، حيث تم خفض حصص الغذاء، مما زاد من معاناة النازحين واللاجئين.

وتعتزم الأمم المتحدة إطلاق نداء إنساني في 17 فبراير 2025 لجمع 4.2 مليار دولار، إضافة إلى 1.8 مليار دولار لدعم الدول التي تستضيف اللاجئين السودانيين، وعلى الرغم من ضخامة المبلغ، أوضح مسؤولون أمميون أن هذا التمويل يعادل أقل من 200 دولار سنويًا لكل فرد بحاجة إلى المساعدة، أي نحو نصف دولار يوميًا فقط.

وبينما تستمر الجهود الدولية لحشد الدعم، تبقى الحاجة ملحة إلى تحرك عاجل لإنقاذ الملايين من كارثة إنسانية غير مسبوقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية