سكان أصليون بأستراليا يطالبون بتعويض مليار دولار بسبب أضرار بيئية وثقافية

طالب سكان "يندجيبارندي نجورا" الأصليون في أستراليا، الأربعاء، بتعويض قدره 1.8 مليار دولار أسترالي (1.1 مليار دولار أمريكي) من ولاية أستراليا الغربية، بعد سماح حكومتها لشركة "فورتسكيو" باستغلال خام الحديد دون التوصل لاتفاق بشأن استخدام الأراضي، وفقًا لوثائق قُدمت للمحكمة الفيدرالية الأسترالية.

وأوضحت المجموعة أن أنشطة التعدين، في منطقة "سولومون"، وهي مركز رئيسي لاستخراج خام الحديد، تسببت في أضرار فادحة لأراضيهم وثقافتهم، مطالبةً بمليار دولار أسترالي تعويضًا عن الأضرار الثقافية و678 مليون دولار أسترالي عن الخسائر الاقتصادية. 

وتُعد هذه القضية ذات أهمية خاصة، إذ قد تشكّل سابقة قانونية تفتح الباب أمام مطالبات مماثلة لتعويض السكان الأصليين عن الأضرار البيئية والثقافية التي لحقت بأراضيهم نتيجة مشروعات التعدين.

تصعيد قانوني محتمل

تواجه ولاية أستراليا الغربية الدعوى القضائية بسبب سماحها بأنشطة التعدين، ومن المتوقع أن تسعى لاحقًا لتعويض خسائرها عبر مقاضاة "فورتسكيو"، وهي رابع أكبر شركة لاستخراج خام الحديد في العالم. 

وفي بيان لها، أقرت "فورتسكيو" بحقوق السكان الأصليين في التعويض، لكنها أوضحت أن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق بشأن قيمته.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من رئيس وزراء ولاية أستراليا الغربية أو وزارة العدل، فيما رفضت الشركة تقديم أي تصريحات إضافية حول القضية. 

وتستمع المحكمة إلى المرافعات هذا الأسبوع، لكن من غير المتوقع صدور قرار نهائي قبل نهاية العام.

الأثر البيئي والثقافي العميق

تشير الوثائق المقدمة إلى المحكمة إلى أن أنشطة منجم "سولومون"، الذي بدأ إنتاجه عام 2012 بطاقة تصل إلى 80 مليون طن سنويًا، تسببت في "أضرار وجودية" لسكان ينجيبارندي، حيث ألحقت أضرارًا بأكثر من 285 موقعًا أثريًا مهمًا. 

وتأتي هذه الدعوى بعد حادثة مماثلة عام 2020، عندما دمّرت شركة "ريو تينتو" مواقع أثرية تعود إلى 46 ألف عام في مضيق "جووكان"، مما أثار استياءً عالميًا وأدى إلى استقالة مديرها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها.

حقوق السكان الأصليين

في عام 2017، حصل شعب ينجيبارندي على حقوق ملكية محلية حصرية للأراضي التي تشمل مركز سولومون للتعدين، وهو مبدأ قانوني أسترالي يعترف بحقوق السكان الأصليين في أراضٍ معينة. 

ورغم هذه الحقوق، فإن استغلال الموارد في تلك المناطق يستمر دون اتفاقات عادلة، بينما تحقق شركات التعدين أرباحًا ضخمة، حيث أعلنت "فورتسكيو" عن صافي ربح بلغ 5.7 مليار دولار في السنة المالية الماضية.