ترقب أوروبي حذر لنتائج الانتخابات التشريعية في ألمانيا

ترقب أوروبي حذر لنتائج الانتخابات التشريعية في ألمانيا
فريدريش ميرز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمرشح لمنصب المستشار

تثير الانتخابات التشريعية المقررة في ألمانيا، يوم الأحد المقبل، حالة من الترقب بين المسؤولين الأوروبيين، الذين يعلّقون آمالهم على نتائج قد تسهم في إعادة توجيه القارة الأوروبية في ظل تعدد الأزمات التي تواجهها.

وأكد دبلوماسي أوروبي، في تصريحات تلخص المزاج السائد في بروكسل، قائلاً: "أحيانًا نخشى الزعامة الألمانية، لكن من الصعب أن نعيش بدونها"، في إشارة إلى الأهمية المحورية لدور برلين في قيادة المشاريع الأوروبية الكبرى، وفق وكالة "فرانس برس".

وأوضح يان فيرنرت، الباحث في معهد جاك دولور، أن التحالف التقليدي بين باريس وبرلين، الذي لطالما كان محركًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي، يعاني حاليًا من حالة من الشلل تمنعه من اتخاذ قرارات حاسمة. 

وأشار إلى أن التحديات تزداد تعقيدًا مع تصاعد التهديدات الدولية، بدءًا من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرورًا بالحرب المستمرة في أوكرانيا، وصولًا إلى الحاجة الملحة لتحفيز التنافسية الاقتصادية داخل القارة.

ألمانيا تنأى بنفسها

في ظل هذه الأوضاع، تبتعد ألمانيا عن المداولات الأوروبية مؤقتًا، مركزةً جهودها على تنظيم الانتخابات، في حين يعيش قادة الاتحاد الأوروبي حالة من الترقب بشأن نتائجها. 

ورغم توقّع فوز المحافظ فريدريش ميرتس بالمستشارية خلفًا لأولاف شولتس، فإن الغموض لا يزال يكتنف طبيعة الائتلاف الحكومي المقبل ودور اليمين المتطرف فيه.

ويُعيق هذا الجمود السياسي اتخاذ مواقف موحدة من القضايا الدولية الكبرى، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المحادثات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، والتي ما زال الأوروبيون مستبعدين عنها. 

وعبّر دبلوماسيون أوروبيون عن قلقهم من غياب الدور الألماني في تقديم المبادرات، ما يدفع بعض الأطراف إلى البحث عن بدائل لقيادة القارة.

خيارات أوروبية بديلة

برز رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك كمرشح محتمل لقيادة دفع جديد للاتحاد الأوروبي، خصوصًا مع تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، لكنه يواجه هو الآخر عراقيل داخلية مع اقتراب الانتخابات المحلية في مايو. 

وفي المقابل، تُطرح رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني كخيار آخر، في ظل استقرار حكومتها، رغم ارتباطاتها الوثيقة بسياسات ترامب، وبقائها على مسافة من الملف الأوكراني.

وعلى صعيد البرلمان الأوروبي، يُبدي حزب الشعب الأوروبي اليميني استعدادًا للتقارب مع اليمين المتطرف، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثير نتائج الانتخابات الألمانية على موازين القوى داخل الاتحاد. 

تحالفات مع اليمين

وسجّل بعض المحافظين الألمان سابقة تاريخية بتحالفهم مع اليمين المتطرف لتمرير قانون يُشدد سياسة الهجرة، في خطوة يرى بعض المحللين أنها قد تُحدث تغييرات عميقة في السياسات الأوروبية المستقبلية.

وفي هذا السياق، يترقّب الجميع تداعيات هذه الانتخابات على التوازن السياسي داخل الاتحاد، وسط تساؤلات حول استمرار "الطوق العازل" الذي كان يفصل التيارات المعتدلة عن اليمين المتطرف، أو ما إذا كان انهياره في ألمانيا سيُعيد تشكيل التحالفات الأوروبية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية