«غرب ووسط إفريقيا» تضم 20% من حالات التقزم في العالم
«غرب ووسط إفريقيا» تضم 20% من حالات التقزم في العالم
يمثل غرب ووسط إفريقيا، بما في ذلك بوركينا فاسو ومالي والنيجر، 20% من حالات التقزم في العالم، حيث يتعرض أكثر من ثلث الأطفال دون سن الخامسة في منطقة الساحل الأوسط بإفريقيا أو حوالي 4 ملايين طفل، لخطر المجاعة في الأسابيع المقبلة حيث تواجه المنطقة واحدة من أسرع أزمات الجوع انتشارًا في العالم، وفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة.
وفي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من المتوقع أن تمر فترة صعبة بين الحصاد والغرس حتى سبتمبر بسبب تغير المناخ والصراع وتزايد الفقر في أعقاب الوباء، مما يعرض الإمدادات الغذائية الأساسية للخطر ويجبر الأسر الضعيفة على مزيد من خفض وجبات الطعام.
ويواجه غرب إفريقيا أسوأ أزمة غذائية منذ عقد، حيث لا يعرف 27 مليون شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهذا ارتفاع من 7 ملايين في عام 2015 ، أو ما يقرب من 285% زيادة.
وبحلول يونيو 2022، قد يتعرض 11 مليون شخص إضافي للجوع، مما يترك 38 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية طارئة هذا العام.
وأدت الصدمات الاقتصادية الناجمة عن جائحة COVID-19 والصراعات المستعرة في منطقة الساحل الأوسط إلى تفاقم أزمة الغذاء بشدة، كما يؤدي الجفاف وهجر الأراضي الزراعية بسبب النزوح المرتبط بالنزاع إلى تفاقم المشكلة.
وتجد العديد من العائلات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو نفسها الآن في وضع لا يمكنها فيه توفير ما يكفي من الغذاء المغذي لأطفالها، خلال العام الماضي وحده، زاد عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنحو الثلث.
وتهدد الحرب في أوكرانيا بتأجيج أزمة الغذاء في وسط الساحل بشكل أكبر، مع توقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية بنسبة تصل إلى 20%، ما يعنى أن عواقب أزمة الغذاء هذه يمكن أن تعرض مستقبل منطقة بأكملها للخطر.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة "إنقاذ الطفولة" في غرب ووسط إفريقيا الإقليمي، فيليب أدبوي: "يشكل هذا الموسم الصعب القادم بين الزراعة والحصاد ضغطًا إضافيًا على 38 مليونًا في المنطقة سيتأثرون بانعدام الأمن الغذائي في وقت مبكر من شهر يونيو.
وأضاف: "مع وجود أكثر من طفل 1 من كل 3 أطفال معرض لخطر المجاعة، لم يكن الوضع أكثر خطورة من أي وقت مضى، قد لا يعيش بعض هؤلاء الأطفال، وقد يكبر جزء كبير منهم مع عواقب لا رجعة فيها بما في ذلك توقف النمو، أو انخفاض القدرة على التعلم، أو سوء الحالة الصحية طوال حياتهم".
وتابع: "نحن بحاجة إلى التأكد من أن كل طفل، أينما كان، لديه ما يكفي من الغذاء الجيد ليأكله على مدار السنة، لقد حان وقت العمل الآن أو سنكون قد فشلنا جميعًا، وستهدد هذه الأزمة بإعادة هذه البلدان إلى الوراء لعقود من الجهود المبذولة لخفض وفيات الأطفال".
وتُظهر خطط الاستجابة الإنسانية لبوركينا فاسو ومالي والنيجر هذا العام هدفًا مشتركًا يبلغ 1.82 مليار دولار أمريكي، بتمويل أقل من 10%.
وتدعو منظمة "إنقاذ الطفولة" المانحين الدوليين إلى تقديم المساعدة الغذائية على وجه السرعة للأطفال والأسر في منطقة الساحل الأوسط، وتعزيز التدخلات الصحية والتغذوية للوقاية من سوء التغذية وعلاجه، وإنشاء أنشطة مستدامة لكسب العيش حتى تصبح المجتمعات أكثر قدرة على الصمود".