اليونيسف: معاناة أطفال غزة ليست صدفة بل نتيجة خيارات قاتلة

اليونيسف: معاناة أطفال غزة ليست صدفة بل نتيجة خيارات قاتلة
طفل بين الأنقاض في غزة

بعد تسعة أيام قضتها في مدينة غزة، وصفت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تيس إنغرام، الوضع الإنساني هناك بأنه يفوق التصور، وقالت في إفادة عبر الفيديو للصحفيين في نيويورك الخميس إن المدينة باتت مكانا "لا يمكن للطفولة البقاء فيه على قيد الحياة"، واصفة غزة بأنها مدينة "الخوف والفرار والجنازات".

إنغرام تحدثت عن مشاهد مأساوية في عيادات التغذية، حيث غرف الانتظار المكتظة وأمهات يبكين وأطفال ينهكهم المرض وسوء التغذية، وأضافت: "هذا ما تبدو عليه المجاعة في منطقة حرب، وقد وجدتها في كل مكان في مدينة غزة"، وأكدت أن الأطفال ينتكسون بسرعة بعد إنهاء العلاج بسبب انعدام الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الأساسية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

جهود إنسانية محدودة 

المتحدثة باسم اليونيسف شددت على أن غياب الغذاء العلاجي والإمدادات الحيوية سيقود إلى موت مزيد من الأطفال جوعا، ووصفت ذلك بأنه "مصير يمكن تجنبه تماما"، وأكدت أن معاناة الأطفال ليست عرضية، بل نتيجة مباشرة لخيارات جعلت غزة مكانا تتعرض فيه الحياة للهجوم يوميا.

وأشارت إنغرام إلى أن اليونيسف ضاعفت جهودها لمكافحة المجاعة في غزة، إذ تمكنت خلال أسبوعين من توفير أغذية علاجية تكفي لعلاج أكثر من ثلاثة آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، إلى جانب مساعدات للأمهات والحوامل ومراكز تعليمية مؤقتة وخدمات حماية الطفل، لكنها أوضحت أن هذه الجهود تبقى غير كافية ما لم يُسمح بتوسيع نطاق العمليات الميدانية وتوفير تمويل إضافي.

دعوات إلى حماية الأطفال 

وجددت المسؤولة الأممية مطالبة إسرائيل بمراجعة قواعد الاشتباك لضمان حماية الأطفال والسماح بدخول المساعدات وحماية العاملين الإنسانيين، كما دعت حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، والمجتمع الدولي إلى استخدام نفوذه لوقف الكارثة.

وردا على سؤال حول تجربتها الشخصية في قطاع غزة، قالت إنغرام إنها وجدت نفسها تعتذر للأمهات عن "خذلان العالم لهن ولأطفالهن"، ووصفت المشهد بأنه يفطر القلب، لكنها أضافت أنها استلهمت "العزيمة والإنسانية" من سكان غزة، مؤكدة أن صمودهم الملهم يمنح العاملين الإنسانيين القوة للاستمرار.

يشهد قطاع غزة منذ أشهر واحدة من أعنف موجات التصعيد العسكري، حيث أدى الحصار ونقص الإمدادات إلى أزمة إنسانية خانقة، وتشير تقارير أممية إلى أن مئات آلاف الأطفال يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يواجه القطاع انهياراً شبه كامل في البنية التحتية الصحية والتعليمية، وتعد اليونيسف من أبرز الوكالات الأممية العاملة في الميدان، حيث تركّز على توفير الغذاء العلاجي للأطفال ومياه الشرب الآمنة وخدمات التعليم والحماية، غير أن القيود على إدخال المساعدات واستمرار القصف يعوقان وصول الاستجابة الإنسانية إلى مستحقيها، وسط تحذيرات متكررة من كارثة إنسانية واسعة النطاق تهدد مستقبل جيل كامل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية