«كوبرنيكوس»: جليد القطبين يسجّل أدنى مستوى وتحذيرات من اضطرابات مناخية
«كوبرنيكوس»: جليد القطبين يسجّل أدنى مستوى وتحذيرات من اضطرابات مناخية
كشف مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي، أن الجليد البحري حول القطبين سجّل أدنى مستوى تاريخي جديد في فبراير الماضي، وهي ظاهرة ملحوظة بشكل خاص في القطب الشمالي.
وأشار المرصد، في بيان، اليوم الخميس، إلى أن الانخفاض المستمر في الجليد البحري يأتي مع دخول العام الثالث على التوالي من درجات حرارة دافئة تاريخيًا، حيث صنفت فترة الشتاء (ديسمبر - فبراير 2025) كثاني أدفأ فترة مسجلة عالميًا، لتتساوى تقريبًا مع الرقم القياسي لعام 2024.
تداعيات ذوبان الجليد
وحذرت دراسة علمية حديثة من أن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية يؤدي إلى تغير ملوحة المحيطات، ما قد يتسبب في إضعاف الدورة العميقة للمحيطات.
وأشارت الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة ملبورن الأسترالية ومركز أبحاث NORCE النرويجي، إلى أن التيار المحيطي في القطب الجنوبي قد يفقد 20% من قوته بحلول عام 2050، إذا استمرت الانبعاثات الكربونية العالية، ما قد ينعكس سلبًا على المناخ والحياة البحرية.
ووفقًا لصحيفة "لا تيرسيرا" الإسبانية، فإن الصفائح الجليدية الذائبة تؤدي إلى تباطؤ التيار المحيطي القطبي الجنوبي (ACC)، وهو أقوى تيار محيطي في العالم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة احترار المحيطات، واضطراب النظم البيئية.
وأكدت الدراسة أن التيار القطبي الجنوبي، الذي تزيد قوته أربع مرات عن تيار الخليج، يعد عنصرًا أساسيًا في "حزام النقل المحيطي" العالمي، الذي يساعد في توزيع الحرارة وثاني أكسيد الكربون والمغذيات بين المحيطات، ما يجعله محورًا رئيسيًا في استقرار النظام المناخي العالمي.
التغير المناخي
تشهد الأرض زيادة غير مسبوقة في الظواهر المناخية القاسية، مثل الأعاصير، الفيضانات المفاجئة، موجات الحر، الجفاف، والتصحر، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بداية الثورة الصناعية.
ويحذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى مزيد من الظواهر الجوية العنيفة ما لم يتم تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن نصف البشرية يعيش في مناطق معرضة لخطر الكوارث الطبيعية، مشيرًا إلى أن "لا دولة محصنة من العواقب الكارثية لتغير المناخ".
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن عدد الكوارث الطبيعية تضاعف منذ عام 2000، فيما تضاعفت الخسائر الاقتصادية بمعدل ثلاثة أضعاف بسبب تغير المناخ، وإذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، فمن المتوقع أن يزداد عدد الكوارث بنسبة 40% بحلول عام 2030.