الأمم المتحدة تحذر: اليمن على حافة نزاع شامل والنساء الأكثر تضرراً

الأمم المتحدة تحذر: اليمن على حافة نزاع شامل والنساء الأكثر تضرراً
المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ خلال إحاطته أمام مجلس الأمن

حذّر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من أن الأوضاع في اليمن تتجه نحو منحى خطير، مع تصاعد المخاوف من العودة إلى حرب شاملة، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري الذي قد يعيد البلاد إلى دوامة الصراع.

وخلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي الخميس، أكد غروندبرغ أن مكتبه مستمر في البحث عن أي فرصة لجمع الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات، مشددًا على أن المسؤولية تقتضي عدم التراجع عن الجهود الرامية لإنهاء الحرب التي أنهكت اليمن لعقد كامل، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

3 تحديات رئيسية 

حدد المبعوث الأممي ثلاث ركائز أساسية يجب التعامل معها لضمان إنهاء الصراع، وهي:

اتفاق شامل لوقف إطلاق النار مع آلية تنفيذ واضحة لضمان الالتزام به، واتخاذ قرارات اقتصادية صعبة ولكن ضرورية لمعالجة التدهور الاقتصادي الذي يفاقم معاناة المواطنين، إلى جانب إطلاق عملية سياسية جامعة تشمل مختلف فئات المجتمع اليمني، لضمان سلام مستدام.

بمناسبة حلول شهر رمضان، جدد غروندبرغ دعوته للإفراج الفوري عن المحتجزين تعسفيًا، مشيرًا إلى أن غياب المعتقلين عن عائلاتهم خلال هذا الشهر الفضيل يفاقم من معاناتهم، مستشهدًا بحالة زميله أحمد من برنامج الأغذية العالمي، الذي لا يزال مصيره مجهولًا.

واقع مرير للمرأة

تزامنًا مع اليوم الدولي للمرأة، سلط توم فليتشر، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، الضوء على الوضع الكارثي الذي تعيشه النساء والفتيات في اليمن، محذرًا من "صورة قاتمة" تتفاقم بسبب نقص التمويل وتزايد التمييز والإقصاء الممنهج.

وكشف فليتشر أن 9.6 مليون امرأة وفتاة بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، في حين تواجه 1.3 مليون امرأة حامل وأم جديدة خطر سوء التغذية، مما يعرض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر.

كما أشار إلى أن اليمن سجل أعلى معدل لوفيات الأمهات في الشرق الأوسط، حيث تواجه أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة مخاطر متزايدة من الإيذاء والاستغلال.

الزواج المبكر وعمالة الأطفال 

ذكر فليتشر أن 1.5 مليون فتاة يمنية خارج المدرسة، ما يزيد من احتمالية تعرضهن للزواج المبكر، حيث تتزوج ثلث الفتيات قبل بلوغ 18 عامًا، مما يسلبهن طفولتهن وتعليمهن ويحد من فرصهن في المستقبل.

ومع تفاقم الأزمة الإنسانية ونقص التمويل، حذر فليتشر من أن المزيد من النساء والفتيات قد يضطررن للجوء إلى وسائل خطيرة للبقاء، مثل الاتجار بالبشر والتسول والدعارة القسرية، وهو ما يعكس كارثة إنسانية تلوح في الأفق.

أزمات متشابكة

في كلمتها أمام مجلس الأمن، أكدت الناشطة اليمنية نسمة منصور، ممثلة مبادرة "مسار السلام"، أن النساء في اليمن يعانين من تداخل الصراع المسلح مع التغير المناخي، مما أدى إلى تدهور سبل العيش وانعدام الأمن الغذائي، خصوصًا في المجتمعات الريفية والمهمشة.

وأشارت إلى أن 88% من النساء في عدن وحضرموت والمهرة أبلغن عن تراجع مصادر دخلهن بسبب تغير المناخ، حيث أثرت الظواهر الجوية القاسية على أنشطتهن الاقتصادية، مثل استخراج الملح وتجفيف الأسماك والحرف اليدوية.

واختتمت منصور مداخلتها بدعوة مجلس الأمن إلى تبني استراتيجية شاملة تعالج الترابط بين الحرب والتغير المناخي والتدهور البيئي، قبل أن تصل الأزمة الإنسانية في اليمن إلى نقطة اللاعودة.

أزمة ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 10 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

ويسيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية