تحقيقات تكشف تلوث نهر ريماك بمواد سامة في بيرو
تحقيقات تكشف تلوث نهر ريماك بمواد سامة في بيرو
شهد نهر ريماك، أحد المصادر الرئيسية للمياه في العاصمة البيروفية ليما، تغيرًا غير عادي في لونه إلى الأحمر في أوائل فبراير 2025، ما أثار قلق المواطنين والسلطات البيئية.
ويعتمد ملايين السكان على مياه هذا النهر للشرب والزراعة وتوليد الطاقة، ما جعل هذه الظاهرة موضع اهتمام واسع، وفقًا لما ذكرته صحيفة "إنفوباى" الأرجنتينية، الأحد.
انتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر النهر بلونه الأحمر الغريب، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب التلوث.
التلوث بمواد سامة
وتبين أن مياه النهر تعرضت للتلوث بمواد معدنية سامة، مما يشكل خطرًا مباشرًا على صحة السكان والبيئة.
وأصدرت الهيئة الوطنية للمياه ووكالة تقييم البيئة والإشراف عليها تقارير تؤكد أن النفايات السامة أُلقيت في النهر منذ أكتوبر 2024، وتحتوي على عناصر خطيرة مثل الكروم، والرصاص، والمنجنيز، والزيوت، والدهون، والبكتيريا القولونية.
وأوضحت التقارير أن تركيز البكتيريا القولونية تجاوز الحدود المسموح بها، بينما يمكن أن يتسبب المنجنيز في أضرار جسيمة للجهاز العصبي ويرتبط بأمراض خطيرة.
مطالبات بتحقيقات جنائية
يغطي التلوث عدة مناطق من لوريجانشو-تشوسيكا وصولًا إلى البحر، ما أدى إلى قلق واسع النطاق بين السكان.
وأعلن مكتب أمين المظالم في بيرو أنه سيعقد اجتماعًا مع الجهات الصحية والبيئية لتنسيق الإجراءات اللازمة لمواجهة الأزمة، إلى جانب المطالبة بفتح تحقيقات جنائية ضد المسؤولين عن التلوث نظرًا لخطورة الوضع وتأثيره على صحة سكان ليما.
وبعد أيام من تصاعد الأزمة، أصدرت شركة "سيدابال"، المسؤولة عن إمدادات المياه، بيانًا اعترفت فيه بأن النفايات الملوثة جاءت من جهاز تجميع "كانديلا" التابع لها.
وأكدت أن التلوث نجم عن شركة نسيجية قامت بتصريف نفايات سامة في النهر، ما أدى إلى رفع دعاوى قضائية ضدها بتهم ارتكاب جرائم بيئية.
وفي بيانها، أوضحت "سيدابال" أنها أغلقت شبكات الصرف الخاصة بالشركة المتورطة، مشيرة إلى أن نظام معالجة المياه لم يتأثر، ما ضمن استمرار خدمة المياه دون انقطاع وبالمعايير المعتادة.
جهود لمعالجة الأزمة البيئية
تواصل السلطات البيروفية، بالتنسيق مع الجهات القضائية والشرطة، التحقيق في تفاصيل الحادث لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن التلوث.
وتزايدت المطالبات باتخاذ تدابير أكثر صرامة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة مع الأثر البيئي والصحي الكبير الذي خلفه التلوث في نهر ريماك.