إيران تندد بتصريحات ترامب وتحذر من «عواقب وخيمة» لأي عمل عسكري

في رسالة للأمم المتحدة

إيران تندد بتصريحات ترامب وتحذر من «عواقب وخيمة» لأي عمل عسكري
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، أرشيف

ندّدت إيران، في رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة، الاثنين، بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصفتها بـ"العدوانية"، بعدما اتّهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن، وفقًا لوكالة "فرانس برس".

وأكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في رسالته إلى مجلس الأمن، أن إيران تدين بشدة "الخطاب التحريضي" الصادر عن كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس ترامب، والذين "يحاولون تبرير الضربات الأمريكية في اليمن، وتهديد إيران علنًا باستخدام القوة".

وعد إيرواني هذه التهديدات تشكّل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، مستندةً إلى "اتهامات لا أساس لها من الصحة"، داعيًا مجلس الأمن إلى اتخاذ "موقف واضح ومبدئي في إدانة هذه التصريحات الاستفزازية".

تحذيرات إيرانية من ردّ صارم

حذّر السفير الإيراني من أن بلاده "ستدافع بحزم عن سيادتها وسلامة أراضيها ومصالحها الوطنية" ضد أي عمل عسكري يستهدفها، مؤكدًا أن "واشنطن ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد عسكري قد ينتج عن هذه التهديدات".

وطالب إيرواني مجلس الأمن الدولي بالضغط على الولايات المتحدة لاحترام التزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن التصعيد الأمريكي يعكس "سياسة متهورة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي".

وجاءت هذه الرسالة الإيرانية بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي شدّد على أن طهران "ستتحمل مسؤولية كل طلقة نار" يطلقها الحوثيون، الذين يشنّون هجمات متكررة على السفن التجارية قبالة السواحل اليمنية.

وشنّت الولايات المتحدة، خلال نهاية الأسبوع الماضي، ضربات عسكرية مكثفة استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفق تقارير محلية.

استمرار العمليات العسكرية

أثار التصعيد الأمريكي الإيراني قلقًا متزايدًا في الأوساط الدولية، خاصةً مع استمرار العمليات العسكرية في اليمن، حيث ترى واشنطن أن الحوثيين ينفّذون "أجندة إيرانية" تهدد الأمن البحري في المنطقة.

وفي المقابل، تؤكد طهران دعمها الحوار الدبلوماسي لحل الأزمة اليمنية، متهمةً الولايات المتحدة بـ"استخدام ذرائع واهية لتبرير تدخلها العسكري" في المنطقة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الضغوط الدولية لوقف التصعيد، وسط مخاوف من أن يؤدي التوتر المتصاعد إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وطهران، ما قد يفاقم حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

توتر بين واشنطن وطهران

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تصعيدًا مستمرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، وإعادة فرض عقوبات مشددة على طهران، وتصاعدت حدة التوترات مع تصاعد نفوذ الحوثيين في اليمن، الذين تتهمهم واشنطن بتلقي دعم عسكري ولوجستي من إيران لشنّ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ومنذ أواخر عام 2023، كثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضرباتهم الجوية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، ردًا على هذه الهجمات، ما أثار تحذيرات إيرانية متكررة من أن أي استهداف لطهران أو حلفائها سيؤدي إلى "ردّ صارم" قد يزعزع الاستقرار الإقليمي.

وتأتي تصريحات ترامب الأخيرة في سياق سياسة أمريكية أكثر تشددًا تجاه إيران، في وقت تحاول فيه طهران تعزيز دورها الإقليمي ومواجهة الضغوط الغربية، ما يجعل المنطقة على صفيح ساخن مع احتمالات تصعيد عسكري أوسع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية