تركيا تندد بالتصعيد الإسرائيلي في غزة وتصفه بـ«مرحلة جديدة من الإبادة»

نددت تركيا، بالضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت قطاع غزة، معتبرةً أنها تمثل "مرحلة جديدة من سياسة إبادة" تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وأصدرت وزارة الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، بيانًا أكدت فيه أن "قتل مئات الفلسطينيين في هجمات إسرائيل على غزة يعكس تصعيدًا خطيرًا في سياسة القمع والإبادة التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو"، مشيرةً إلى أن هذه الأعمال تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.

وطالبت أنقرة المجتمع الدولي بضرورة "تبني موقف حاسم تجاه إسرائيل"، مؤكدةً أن استمرار العمليات العسكرية "يفتح الباب أمام دوامة جديدة من العنف"، ما يجعل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة أمرًا ملحًا.

وشدّدت الخارجية التركية على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية دون قيود إلى القطاع، محذرةً من أن منع وصول الدعم الإغاثي يعمّق الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان المحاصرون.

انتهاك القوانين الإنسانية 

اعتبرت الحكومة التركية أن الغارات الإسرائيلية "تتحدى جميع القوانين الإنسانية"، مؤكدةً أن استمرارها بهذا الشكل يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لوقف الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين في غزة.

وتأتي هذه التصريحات في سياق التوتر المتزايد بين تركيا وإسرائيل، حيث شهدت العلاقات بين البلدين توترات دبلوماسية متكررة بسبب الموقف التركي الداعم للفلسطينيين وانتقاد أنقرة المتواصل للسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

وجاءت تصريحات أنقرة بعد ساعات من شنّ إسرائيل سلسلة من الضربات المكثفة على مواقع مختلفة في قطاع غزة، وسط تصاعد التوترات عقب انتهاء التهدئة التي استمرت لأسابيع.

تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لضبط النفس، فيما يواجه المدنيون في غزة أوضاعًا إنسانية متدهورة جراء استمرار القصف الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع.

ارتفاع عدد الشهداء

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، التابعة لحركة حماس، الثلاثاء، عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 413 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء، نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مناطق متعددة في القطاع خلال الليلة الماضية.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المدير العام للمستشفيات في الوزارة، محمد زقوت، أن مئات المصابين نُقلوا إلى المستشفيات، بينهم عشرات الحالات الخطِرة والحرجة، مشيراً إلى استمرار عمليات البحث عن "عشرات المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمّرة" جرّاء القصف العنيف.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ قواته، بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، نفّذت سلسلة هجمات واسعة على أهداف تابعة لحركة حماس، في إطار عملية عسكرية قال إنها تأتي "بناءً على توجيهات المستوى السياسي".