إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتوجه «إنذاراً أخيراً» لحماس

إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتوجه «إنذاراً أخيراً» لحماس
مئات العائلات الفلسطينية تستأنف موجات النزوح

شنّت إسرائيل فجر اليوم الخميس غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص على الأقل وعشرات الجرحى، وفق ما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني.

جاءت هذه الضربات بعد توجيه تل أبيب "إنذارا أخيرا" إلى حركة حماس، مطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع، وفق وكالة "فرانس برس".

واستأنفت مئات العائلات الفلسطينية موجات النزوح المتكررة هربًا من القصف، حيث شوهدت عائلات تحمل ما تيسر من متاعها أثناء الفرار من مناطق الاستهداف.

واستهدفت الضربات الإسرائيلية ستة منازل في خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع ضحايا بينهم أطفال ونساء، بحسب ما أكده المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل.

حماس تؤكد التزامها بالتفاوض

أكدت حركة حماس، الأربعاء، أن باب التفاوض لا يزال مفتوحًا، مشيرة إلى أن الاتفاقات المبرمة سابقًا تظل قائمة دون الحاجة إلى تفاهمات جديدة.

وأوضح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو أن الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق، بينما اتهم إسرائيل بالمماطلة والتصعيد العسكري المتعمد لإفشال المفاوضات.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض تصريحات حماس، مؤكدًا أن أي مفاوضات مستقبلية ستُجرى "تحت النار" فقط، وجاء هذا التصريح ليزيد من حدة التوتر، خصوصًا في ظل الضغوط التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا.

هجمات إقليمية واستمرار التصعيد

أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الخميس اعتراضه صاروخًا أطلق من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي.

وأكد المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، أن سلاح الجو تمكن من تدمير الصاروخ في الجو، في المقابل، تبنى الحوثيون الهجوم، معلنين استهدافهم مطار بن غوريون الدولي.

ورغم المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار، تمسكت إسرائيل بمواصلة عملياتها العسكرية، مدعومة من الولايات المتحدة، التي اعتبرت أن "الضغط العسكري ضروري لضمان تحرير الرهائن".

وتشير الإحصائيات الإسرائيلية إلى أن 58 شخصًا لا يزالون محتجزين لدى حماس، بينما قتل 34 آخرون أثناء الأسر.

تفاقم الأزمة الإنسانية

وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن أكثر من 470 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، استشهدوا منذ استئناف إسرائيل للقصف يوم الثلاثاء الماضي.

وشهد اليوم الثاني من الغارات ارتقاء أكثر من 70 شهيدا، إضافة إلى مجزرة في بيت لاهيا شمال القطاع، حيث استهدف قصف إسرائيلي منزلاً كان فيه تجمع للعزاء، ما أسفر عن استشهاد 14 شخصًا من عائلة واحدة.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع عن مقتل أحد موظفيه في غزة إثر سقوط ذخيرة على مجمع تابع للمنظمة في دير البلح.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "حزنه وصدمته العميقين"، مطالبًا بتحقيق شامل في الحادث، مؤكدًا ضرورة توفير الحماية للموظفين الأمميين والعاملين في المجال الإنساني.

وفي المقابل، نفت إسرائيل مسؤوليتها عن القصف، مشيرة إلى أن تحقيقاتها الأولية لم تثبت أي صلة بين القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.

تحذيرات إسرائيلية

وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "تحذيرًا أخيرًا" لسكان غزة، داعيًا إياهم إلى التخلص من حكم حماس لضمان مستقبل أكثر استقرارًا، مشيرًا إلى أن من يرغب في مغادرة القطاع يمكنه البحث عن فرص أخرى في الخارج.

وتحت وطأة القصف، واصل المدنيون الفرار من شمال القطاع سيرًا على الأقدام أو عبر عربات مكتظة، حاملين ما أمكنهم من متاع وسط أوضاع إنسانية تزداد سوءًا.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس ضد سياسات حكومة نتنياهو، مطالبين بتسريع المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن بدلًا من التصعيد العسكري.

وأكد المتظاهرون أن السبيل الوحيد لتحرير الرهائن هو التفاوض، وليس استمرار الحرب التي تلقي بظلالها الثقيلة على المجتمع الإسرائيلي.

جمود في المفاوضات

ورغم تأكيد حماس استعدادها لاستئناف المفاوضات، فإن المباحثات التي تجري بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر لا تزال متعثرة.

وتسعى حماس إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا إسرائيليًا من غزة، إلى جانب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

في المقابل، تطالب إسرائيل بإطالة أمد المرحلة الأولى حتى منتصف أبريل، مع اشتراطها "نزع السلاح" في غزة وإنهاء حكم حماس كشرط أساسي للتقدم نحو المرحلة الثانية.

حصيلة القتلى منذ بدء الحرب

أدت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر إلى مقتل 1218 إسرائيليًا، بينهم مدنيون وجنود، وفق بيانات رسمية.

وفي المقابل، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 48577 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية