واشنطن تلغي المكافأة المرصودة للقبض على وزير داخلية طالبان
واشنطن تلغي المكافأة المرصودة للقبض على وزير داخلية طالبان
ألغت الولايات المتحدة، الأحد، المكافأة المالية التي كانت قد رصدتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على ثلاثة من كبار قادة طالبان، من بينهم وزير الداخلية الأفغاني سراج الدين حقاني.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين في كابل أن القرار يمثل تحولًا في سياسة واشنطن تجاه طالبان، خاصة مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين منذ استعادة الحركة السيطرة على أفغانستان في أغسطس 2021.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأن اسم سراج الدين حقاني لم يعد مدرجًا على موقع برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، وهو البرنامج الذي كان قد خصص مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
حقاني متهم بتنفيذ هجمات
ارتبط اسم سراج الدين حقاني، الذي يتولى حاليًا وزارة الداخلية في حكومة طالبان، بعدد من الهجمات العنيفة ضد الحكومة الأفغانية السابقة، التي كانت مدعومة من الغرب.
واعترف حقاني بتخطيطه للهجوم الذي استهدف فندق سيرينا في كابل عام 2008، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم المواطن الأمريكي ثور ديفيد هيسلا، كما تحمل شبكته مسؤولية سلسلة من التفجيرات والاغتيالات التي استهدفت مسؤولين حكوميين وعناصر من القوات الأفغانية على مدى العقدين الماضيين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، عبد المتين قاني، أن القرار الأمريكي لم يقتصر على سراج الدين حقاني، بل شمل أيضًا عبد العزيز حقاني ويحيى حقاني، وهما شقيقان وابن عم لوزير الداخلية، ويعدان من القيادات البارزة في شبكة حقاني.
أحد أخطر أذرع طالبان
تمثل شبكة حقاني إحدى أخطر الجماعات المسلحة المرتبطة بحركة طالبان، حيث أدت دورًا رئيسيًا في تنفيذ عمليات انتحارية وهجمات واسعة النطاق ضد الحكومة الأفغانية السابقة والقوات الدولية منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001.
ويُعرف أفراد الشبكة بتلقيهم دعماً مالياً ولوجستياً من جهات خارجية، وتتهمهم الولايات المتحدة بإقامة علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة وجماعات مسلحة أخرى، ما جعلهم أحد أبرز أهداف العمليات العسكرية والاستخباراتية الغربية في أفغانستان على مدار العقدين الماضيين.
وكشف المسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية، ذاكير جلالي، أن إلغاء المكافآت الأمريكية تزامن مع إفراج طالبان عن المواطن الأمريكي جورج غليزمان، الجمعة الماضية، في خطوة وصفها بأنها جزء من جهود متبادلة بين واشنطن وكابل لتجاوز مرحلة الحرب.
وأشار جلالي إلى أن هذه التطورات تعكس مساعي الطرفين لاتخاذ خطوات بناءة نحو تحسين العلاقات الثنائية، مؤكدًا أن طالبان والولايات المتحدة تحاولان إيجاد أرضية مشتركة للتعاون المستقبلي.
العلاقات بين واشنطن وطالبان
جاء إلغاء المكافآت في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في التعامل مع حكومة طالبان، خاصة مع تصاعد النقاش حول إمكانية رفع بعض العقوبات الاقتصادية وتخفيف القيود المفروضة على الأصول الأفغانية المجمدة.
ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال تعد طالبان سلطة غير معترف بها رسميًا، فإن هناك مؤشرات على أن الطرفين يسعيان إلى إيجاد قنوات تواصل جديدة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في أفغانستان.
وفي الوقت الذي تواصل فيه طالبان السعي للحصول على اعتراف دولي كامل، يبقى موقف الولايات المتحدة متذبذبًا، إذ لا تزال تطالب الحركة بتنفيذ إصلاحات داخلية، ولا سيما في ملف حقوق المرأة والحريات العامة، قبل اتخاذ أي قرارات جذرية بشأن مستقبل العلاقة بين البلدين.